ينفرد أسلوب حوحو بعدة خصائص فنية تميزه، عن غيره من كتاب جيله نظراً لاختلاف مصادر ثقافته الأدبية وتنوعها، وخفة روحه التي تطل من بين ثنايا كل عمل.وسنركز فيما يلي على مزايا السخرية والتصوير واللغة وغير ذلك مما يتصل بأسلوبه العام.
أ-السخرية
للسخرية حظ كبير في كتابات حوحو، وقد وظفها في التعبير عن خلجات نفسه، وشؤون الحياة المختلفة..فانتقى لها الألفاظ والتعابير، وحرص على اصطياد المفارقات المضحكة في الأحداث أو الشخصيات بحيث كان للهزل فيها نصيب وافر.وللسخرية دور فني هام عند حوحو.فعدا عن المتعة الفنية التي تشيعها في النص فإنها تقوم بدور انتقاد الأوضاع الاجتماعية والتقاليد الجامدة ، وبدور تذكير الأهالي وتنبيههم على خطر بعض ممن يتاجرون بالدين، أو يتظاهرون بالتقوى والورع، وهم يمارسون أعمالاً طرقية لا تمت للعادات الإسلامية بأية صلة وتبدو الظاهرة الفنية في بضعة قصص نلمح إلى بعضها فيما يأتي.ففي قصة "فتاة أحلامي" يسخر الكاتب من شخصية قصته المحورية، فكون لدينا شعوراً بالعداء نحوها بدل التعاطف والتضامن، حين عرض علاقته بمحيطه، فهو عرضة لسخرية زملائه التلاميذ.حيث يقتسمون نصيبه من الأكل في أثناء استغراقه في التفكير على مائدة الطعام، ثم يطمئنونه بأن يخلعوا عليه ألقاب الفلاسفة.مؤكدين له أن الفلاسفة يتغذون من ثمرة أفكارهم .وقد بلغت السخرية قمتها عند عرض علاقة التلميذ بقارعة جرس المدرسة العانس (بولوني)، فهي في سن اليأس تبيع الحلويات في المدرسة، ساق القاص إليها موقفاً مضحكاً مع (التلميذ) الذي تقرب إليها طيلة العرض السينمائي، ثم رافقها إلى المدرسة، وساعدها في حمل الطرد من دون أن يعرف أنها بائعة "الشوكولاته" فرغم المبالغة التي طبعت هذه المواقف فإن السخرية قائمة لا محالة خصوصاً مشهد التلميذ وهو ينظر إليها بشغف وحب حين كانت تنظر إليه بعين العطف والشفقة.وقد كثف القاص كل ذلك في قطعة "الشوكولاته" التي منحتها إليه مكافأة له على مساعدتها في حمل الطرد، فهنا عنف السخرية.أما في قصة "الشيخ زروق" فإن السخرية تظهر من خلال المفارقة بين ملامح بطل القصة الخارجية، وبين أعماله التي يقوم بها في الخفاء.فبينما توحي هيئته وملابسه بالتقوى والورع والتضحية بواجباته نحو