3-الأسلوب - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وردت ملامحه على لسانه، خصوصاً صفة الخجل التي قامت بدور فني كبير في تصوير ما يتصارع في أعماقه بين رغبته الجموح، وبين خجله، مما ساعد القاص لأن يدفع الصراع إلى أوجه.

يقول الشاب يصف نفسه أمام زملائه: "أفر مسرعاً أخفي خجلي وخمولي بعيداً عنهم وأندب حظي العاثر" .

واستعمل الطريقة نفسها في عرض شخصية قصة"جريمة حماة"، فأورد ملامحها على لسان(إبراهيم) الذي اعترف بأنه خائف مستسلم لتصرفات(الحماة) التي تمكنت من أن تفرق بينه وبين زوجته، رغم علاقة الحب القوية التي تربطهما وكذلك علاقة الطفلين اللذين أنجباهما، فلو استغل حوحو هذه العلاقة-وهي منطقية- في تصعيد الصراع بين الشر والخير لتوضح الصراع بما يحمل الإقناع، فمن الصعب على امرأة أن تفرط في زوجها وابنيها- وهي على مثل هذه الدرجة من الحب والسعادة التي صورها القاص.

ويتجلى استخدامه لهذه الطريقة أيضاً في قصة"التلميذ التي اقتبسها من سيرة حياة أحد قادة الجنرال الفرنسي(بونابرت)، فقد أتى تصويره لمواهب شخصية القصة(دروت)، وإحساسه بعظمة الانتصار على لسان الشخصية المحورية أو على لسانه هو نفسه حيث يقول: "وما كدت أبدو في القاعة التي كانت حافلة بعدد كبير من التلاميذ والأساتذة حتى تلقاني هذا الجمع الغفير بعاصفة شديدة- من الضحك والسخرية.

والحق أن حالتي كانت تدعو إلى أكثر من ذلك، فقد كنت نحيفاً ضعيفاً تكسو ملابسي الريفية المرقعة طبقة كثيفة من غبار الطريق، أحمل في يميني عصا غليظة، منتعلاً نعلاً ريفية خشنة تحوطها طبقة من الأوحال ".

والذي يساعد حوحو على التوفيق في بناء شخصية هذه القصة تركيزه الشديد على شخصية(دروت)، وتكثيف أحداث القصة على لحظة اجتياز الاختبار.

وعلى كل حال، لم يوظف حوحو هذه الطريقة كثيراً في رسم الشخصيات، كما أن النماذج التي عرضها بوساطتها لم تكن قوية البناء كلها، بل اعترى معظمها الضعف وحشد الصور المبالغ في تصويرها، ويمثل هذا النوع شخصية قصة"فتاة أحلامي".

إلا أن هذا لا يمنع من القول بأن شخصية قصته"التلميذ" موفقة في عرضها.

3-الأسلوب

ينفرد أسلوب حوحو بعدة خصائص فنية تميزه، عن غيره من كتاب جيله نظراً لاختلاف مصادر ثقافته الأدبية وتنوعها، وخفة روحه التي تطل من بين ثنايا كل عمل.

وسنركز فيما يلي على مزايا السخرية والتصوير واللغة وغير ذلك مما يتصل بأسلوبه العام.

أ-السخرية

للسخرية حظ كبير في كتابات حوحو، وقد وظفها في التعبير عن خلجات نفسه، وشؤون الحياة المختلفة..

فانتقى لها الألفاظ والتعابير، وحرص على اصطياد المفارقات المضحكة في الأحداث أو الشخصيات بحيث كان للهزل فيها نصيب وافر.

وللسخرية دور فني هام عند حوحو.

فعدا عن المتعة الفنية التي تشيعها في النص فإنها تقوم بدور انتقاد الأوضاع الاجتماعية والتقاليد الجامدة ، وبدور تذكير الأهالي وتنبيههم على خطر بعض ممن يتاجرون بالدين، أو يتظاهرون بالتقوى والورع، وهم يمارسون أعمالاً طرقية لا تمت للعادات الإسلامية بأية صلة وتبدو الظاهرة الفنية في بضعة قصص نلمح إلى بعضها فيما يأتي.

ففي قصة "فتاة أحلامي" يسخر الكاتب من شخصية قصته المحورية، فكون لدينا شعوراً بالعداء نحوها بدل التعاطف والتضامن، حين عرض علاقته بمحيطه، فهو عرضة لسخرية زملائه التلاميذ.

حيث يقتسمون نصيبه من الأكل في أثناء استغراقه في التفكير على مائدة الطعام، ثم يطمئنونه بأن يخلعوا عليه ألقاب الفلاسفة.

مؤكدين له أن الفلاسفة يتغذون من ثمرة أفكارهم .

وقد بلغت السخرية قمتها عند عرض علاقة التلميذ بقارعة جرس المدرسة العانس (بولوني)، فهي في سن اليأس تبيع الحلويات في المدرسة، ساق القاص إليها موقفاً مضحكاً مع (التلميذ) الذي تقرب إليها طيلة العرض السينمائي، ثم رافقها إلى المدرسة، وساعدها في حمل الطرد من دون أن يعرف أنها بائعة "الشوكولاته" فرغم المبالغة التي طبعت هذه المواقف فإن السخرية قائمة لا محالة خصوصاً مشهد التلميذ وهو ينظر إليها بشغف وحب حين كانت تنظر إليه بعين العطف والشفقة.

وقد كثف القاص كل ذلك في قطعة "الشوكولاته" التي منحتها إليه مكافأة له على مساعدتها في حمل الطرد، فهنا عنف السخرية.

أما في قصة "الشيخ زروق" فإن السخرية تظهر من خلال المفارقة بين ملامح بطل القصة الخارجية، وبين أعماله التي يقوم بها في الخفاء.

فبينما توحي هيئته وملابسه بالتقوى والورع والتضحية بواجباته نحو

/ 94