2-اللغة النقدية - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

غصن بان من شجر البان الذي حلى الله به جنة الفردوس، لا بان هذه الدنيا الذي يعتريه الذبول والجفاف..

ويلاحظ أن هذا الصنف من المفردات اللغوية قريب في روحه من المعجم اللغوي الذي استعمله كل من: جبران خليل جبران، ومصطفى لطفي المنفلوطي.

والواقع أن حوحو استخدم تعابير عديدة ذات دلالات معينة استعملها جبران قبله في جل كتاباته الأدبية، يقول حوحو: "إنها فاتنة يفيض حسنها بأنوار الطهر والقداسة "وقوله" يشوب عينيها جلال من الذبول، وجلال من الذهول، وكذلك قوله "إن التي أحدثك عنها هي كيوبيد نفسه إله، الحب، إنها فينوس آلهة الجمال، إنها أحلى من الآمال، وأعذب من الحياة إنها إلهام الفنان حينما يحلق في سماء الفن ..

وهنا تقترب اللغة القصصية من الشعر، وهو ما اشتهر به جبران.

لقد كان تأثير هذه اللغة في قصص حوحو سلبياً، فقد فسح المجال لخياله لأن يتدفق مترصداً الكلمات الشعرية، والتعابير الغنية.

وهو ما أدى إلى أن تقترب اللغة من فن أدبي آخر، وهو حسب ترجيحنا الخاطرة الفنية، وهي ظاهرة نراها في القصص التي تناولت أحداثها عاطفة الحب لكثرة الوصف وتراكم الألفاظ العاطفية.

2-اللغة النقدية

نعني باللغة النقدية ما كان يبثه حوحو من تراكيب أدبية في القصص التي تناولت موضوعات النقد الأدبي أو سير بعض الشخصيات الحقيقية .

وتظهر في مجموعتيه "صاحبة الوحي وقصص أخرى، و"نماذج بشرية" وعلى الأخص في قصصه التالية:

أ-صديقي الشاعر

ب-فقاقيع الأدب

ج-الشخصيات المرتجلة

د-يحي الضيف

ومما يلاحظ على هذه القصص أنها خالية من الحدث القصصي ومن معظم العناصر الفنية الأخرى.

فقصة "صديقي عمار" أقرب إلى المقالة النقدية بينما "فقاقيع الأدب" أقرب إلى المقال اللغوي، وأما قصة "يحى الضيف" فهي أقرب إلى فن السيرة الذاتية منها إلى أي جنس أدبي.

فقد عالجت القصتان الأوليان موضوع الوضع الأدبي في الجزائر خلال الأربعينات وبداية الخمسينات، وهيمنة الأذواق الفاسدة على الأذواق الأدبية الرفيعة، وكذلك عرقلة الأدباء الشيوخ للمواهب الأدبية الشابة الداعية إلى أساليب.

تعبيرية وفنية جديدة.

وفي قصة الشخصيات المرتجلة عالج مفهوم الشخصية المرتجلة، معالجة لغوية، ولذلك فقد بدأها بشرح لفظ "ارتجل" شرحاً لغوياً على نحو ما أوردته المعاجم العربية، ثم أورد المعنى الشائع بين الناس في عصره، بعد ذلك وضع مفهومه هو للشخصية المرتجلة، فقال: "فهي تلك الشخصية التي تطبخ على عجل في مرجل الأنانية وحبّ الذات، فلم ينضج منها إلا ظاهرها ثم تغمس في سائل كيماوي عجيب ركب من الدجل والغرور والشهوات الجائعة..

" ومن خلال تحليل لغة التعبير في القصص التي نوهنا بها بدا واضحاً أنها بعيدة كل البعد عن خصائص لغة فن القصة ذات الإيحاء والتركيز، وهي أقرب إلى أنوع أدبية أخرى كالمقالة النقدية أو الأدبية أو اللغوية، أو السيرة الذاتية.

وهذا معناه أن حوحو لم يكن يهتم كثيراً بالفن قدر اهتمامه بالموضوعات، ولعل هذا من شأنه أن يفسر سبب ضمه بعض مسرحياته إلى قصص مجموعتيه المطبوعتين.

3-اللغة الفنية

اللغة الفنية هي لغة القص الفني، وهي متوافرة أكثر من غيرها في كتابات حوحو القصصية، ويمكن ملاحظتها في اثنتي عشرة قصة، من ضمن عشرين في مجموعتيه المطبوعتين.

وهي لغة فصحى مناسبة لعناصر القص الفنية، من سرد وحوار ووصف، تميزت أحياناً بالإيحاء والتركيز كقصة "الشيخ زروق "أو" السكير"، بما لا يدع مجالاً للشك في موهبة حوحو واقتداره على تصوير الأحداث والمواقف والشخصيات.

ففي قصة "الشيخ زروق" ارتكز في أجزاء كثيرة منها على أسلوب الإيماء، كإجابة "الشيخ زروق" عن سؤال زوجته عندما سألته عن الوقت الذي يقضيه خارج البيت، فقد تضمن الجواب دهاء ومكراً صاغه الكاتب بأسلوب فني عال، كذلك عبرت إجابته القصيرة والمركزة عن أسئلة الشاب عن ممارسة طويلة لعمليات الاحتيال والنصب والتزوير وهو ما قصد إليه حوحو.

وعموماً فإن اللغة في هذه القصص طيعة لمراد الكاتب معبرة عن أفكاره مصورة لشخصياته، وهي تنم عن تمكنه من اللغة القصصية الفنية، إلا أن قضايا مجتمعه العديدة، كانت سبباً رئيسياً دفعه للتعبير باللهجة المحلية، حين كتب للمسرح

/ 94