نالت آثار حوحو الأديبة والفنية اهتمام معظم المثقفين الجزائريين، وكذلك بعض الباحثين العرب ممن أتيح لهم مطالعة إنتاجه المتنوع الغزير.ومع أن المقالات التي كتبت حول نتاجه كانت كثيرة، فإننا نأسف لغياب الدراسة النقدية الوافية لأعماله حتى الآن، كما أن بعض أعماله المعدة للطبع لم تصدر حتى اليوم، رغم أنه أعلن هو نفسه عنها، ككتابه الذي يحمل عنوان"فصول في الأدب والمجتمع" الذي انتهى من إعداده في شهر جويلية عام 1943م .أما أعماله الأدبية المطبوعة فقد حظيت باهتمام الباحثين والنقاد عل السواء، كما حظيت بإعجاب معاصريه في مقالاتهم النقدية عن خصائص تجربته القصصية أو في كتب مفردة مخصصة لعرض سيرة حياته ومزاياه الفنية ، وكان صديقه عبد الرحمن شيبان من أكثر المعاصرين إعجاباً به، فقد قال عنه في تقديمه لكتاب حوحو"مع حمار الحكيم"، "يمتاز أدب الأستاذ أحمد رضا حوحو بطابع الخفة والصدق والانتقاد، فإنك لا تكاد تقرأ له فصلاً من فصوله، أو قصة من أقاصيصه، أو تشاهد له مسرحية من مسرحياته حتى يفاجئك بهذا الثالث و الجميل الحبيب .ووصفه صديقه عبد المجيد الشافعي في كتاب"سبيل الخلود" الأديب الشهيد بأنه منفلوطي الجزائر، وبأن أدبه((أدب سلاسة، أدب تجديد، أدب تفكير، أدب تحليل، لا غموض فيه، ولا تكلف، يستسيغه القارئ، كما يستسيغ الماء العذب الرقراق، ليس فيه تنافر ولا غريب، سليم من الركاكة، والحوشية والتشابيه البعيدة التي يمجها ذوق القارئ، يصوغ عباراته في قالب السهل الممتنع ولا أكون مخطئاً إذا قلت أنه منفلوطي الجزائر).إن حوحو أول أديب بذر بذرة الأدب الحديث في الجزائر في ظروف عصيبة بحسب ما انتهى إليه الدكتور عبد الله خليفة ركيبي حيث عده رائداً لفنّ القصة الجزائرية لإنتاجه الغزير فيها وعلو ثقافته الأدبية، واستيعابه عدة فنون أدبية، وإدراكه لتقاليدها وخصائصها.حظيت كتاباته باهتمام بعض الباحثين العرب، وقد عني الدكتور محمود الربداوي بمسرح حوحو، خصوصاً المجهول منه، ونشر عنه مقالاً نقدياً هاماً في مجلة"الثقافة"، جاء فيه أن حوحو"ضرب في كل فن من الفنون الأدبية بسهم وافر، شخصيته متعددة الجوانب الأدبية" .وقالت الدكتورة عايدة أديب بامية إنه"الكاتب الوحيد الذي أبدى اهتماماً بالطبيعة البشرية ودرس مقاصدها وتصرفاتها" .وفعلاً فإن حوحو ليعد أهم أديب جزائري عرفته الحياة الأدبية بعد الحرب العالمية الثانية، وصاحب أغنى تجربة أدبية، في تلك المرحلة، تفرد في التعبير عن أفكاره بأشكال أدبية جديدة، وفاق معاصريه غزارة إنتاج وقوة تعبير.ولذلك لقب برائد الفن القصصي الجزائري المكتوب باللغة العربية، ونال أدبه كل اهتمام، وحفاوة وإعجاب، ولهذا ركزنا عليه أكثر من غيره لبيان بعض العناصر الفنية المتوافرة في قصصه القصيرة.