3-بناء الشخصيات في القصة الجزائرية (1956-1972م) - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

3-بناء الشخصيات في القصة الجزائرية (1956-1972م)

إن قراءة الأعمال الإبداعية التي كتبها الأدباء الجزائريون منذ عام 1956م إلى عام 1972 ترينا تعدداً في الأساليب الفنية التي صوروا فيها شخصياتهم المتنوعة تنوعاً كبيراً، ولعل هذا يعود إلى اختلاف البيئات التي كتب القاصون فيها قصصهم.

ونريد أن نشير إلى أنه ضاع قصص كثير، خصوصاً ما نشر منه في الصحف والدوريات الوطنية والعربية، فلم يعمد الكتاب إلى ضمه إلى مجموعاتهم القصصية التي ظهرت فيما بعد.

وإن الباحث ليجد صعوبة كبيرة في الحصول على هذه التجارب الأولى، ومن هنا تظل دراستنا لهذا الموضوع في حاجة إلى اكتمال، وعلى كل حال فإن بناء الشخصية، وتنوع مدلولاتها، ورموزها يدل على ثراء التجربة القصصية الجزائرية المعاصرة، وإفادتها المبكرة من الأساليب الفنية الجديدة، وانتصارها على الحصار القوي الذي فرضته إدارة المستعمر على التآليف الأدبية العربية:

أولاً

طرائق بناء الشخصية الفنية ميزنا بين طريقتين فنيتين استخدمتا في رسم الشخصيات، الأولى هي المعروفة (بالطريقة التحليلية) والثانية هي المعروفة (بالطريقة التمثيلية)، ومن خلال هاتين الطريقتين نفذ القاص الجزائري إلى تصوير المواطن والأجنبي وسائر الشخصيات وقد حاولنا لبيان ذلك التمثل ببعض النماذج الحية بغية تقديم فكرة إجمالية لجهود الأدباء الجزائريين الفنية.

أ-الطريقة التحليلية

1-شخصية المرأة

قدم عبد الحميد بن هدوقة في قصته "ظلال" شخصية الزوجة بطريقة السرد المباشر، وأداه على لسان الراوي (زوجها) في غاية الجد والعناية بصفاتها الخارجية والمعنوية، وذلك خلال النظرة الذاتية، وكان أسلوبه أقرب إلى أسلوب المناجاة ، والهمس الذاتي، فقال "كنت ميالة إلى الكتمان، ملتزمة للحفظ، محبة للنجوى والتأمل، مجتنبة الجهر والثرثرة .

وكان بإمكان القاص أن يعبر عن هذه الصفات بطريقة غير مباشرة أي عن طريق الأحداث، فيبتعد عن الأسلوب المباشر الذي لم يفد القصة فنياً، فقد تطورت الأحداث نحو نهاية مفتعلة، فمن يصدق بأن زوجة شرقية بهذه الأوصاف تموت كمداً على موت جروة صغيرة ، مهما بلغ رفقها بالحيوان؟؟ وجاءت صورة الشخصية المحورية في قصة "النافذة الثانية" على لسان الشخصية المساعدة، حيث غمرتها بوصف مثالي مباشر، جعلها شخصية باهتة، نظرتها إلى الحب سلبية، وهي مستسلمة لواقعها، لا تحاول التمرد عليه، حتى بدت وكأنها شخصية منطوية على نفسها قانعة بحرمانها .

وهكذا يفتّن الكاتب في رسم شخوص قصصه ويصورها بعدة أساليب فنية.

أما رسم شخصية الأم في قصة (بحيرة الزيتون) لدودو، فجاء على لسان ابنتها (فاطمة) التي أبرزت ملامح وجهها وقسماته التي حفرتها قسوة سنوات الحرب: "وراحت تتأمل ملامحها الهزيلة، فغمرتها هزة مفجعة: إن هذا الوجه قد بدا لها غريباً متغيراً كادت تنكره، فهي لم تعهد فيه كل هذه التجاعيد العميقة المتقاطعة .

وفي قصة "أم السعد" ترد شخصية القصة على لسان الكاتب نفسه، وبأسلوب مباشر ركزه حول صفاتها الخارجية، والغريب أن يجمع بين وصف بصرها بالحدة، وبين ضعفه منذ ولادتها .

فالمعروف أن النظرة الحادة تكون من العين السليمة القوية، وليس من النظر الضعيف.

ولا يبدو على الطاهر وطار أي ارتباك في رسم شخصياته، فغالباً ما يدعنا نحلل شخصياته عن طريق الأعمال الكثيرة التي تقوم بها، ففي قصة (نوة) تقوم الشخصية بإدارة أعمالها البيتية وخاصة في أثناء غياب زوجها عن البيت بسبب التحاقه بصفوف الثورة في الجبل، ونفهم أنها تمتاز بقوة الإصرار وروح المغامرة، فهي إذا قررت نفذت مهما كلفها ذلك، ويتجلى ذلك من خلال هروبها ، مع (جبار) رغم معارضة والدها وزوجته لزواجها منه.

ويتضح موقف وطار من أعوان المستعمر من خلال الأسماء التي أطلقتها (نوة) على الديك، فهي أسماء لا تخلو من نقد وسخرية لاذعة، حيث أطلقت اسم القائد على الديك الأحمر الكبير واسم الخوجة على الديك الأبيض الهزيل، أما الشامبيط فقد أطلقته على اسم الديك الأزرق الصغير، ولولا النفس الطويل الذي تميزت به الشخصيات، خصوصاً شخصيتي (نوة) و (جبار)، وكثرة الأحداث لعدت هذه القصة نموذجاً راقياً لأدب الحرب، ومع ذلك فهي لا تخلو من وصف عميق لمشاعر شخصياتها، خاصة (نوة) عندما أعلمها زوجها جبار بعودته، حيث تغيرت أساريرها وأبدلت بأثوابها القديمة ملابس جديدة خصصتها لمناسبات عزيزة ، ثم إن الشخصيات تمتاز بالوضوح والانسجام مع الدور الذي رسم لها ، وما من شك في أن الطاهر وطار يهتم برسم شخصياته ويضعها في الدور الملائم

/ 94