1- الوعي الأدبي لدى أحمد رضا حوحو - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مقدساته" في مجموعته"طلقات البنادق" تتوافر قصة"كابتان" ، على خصائص فنية عديدة تسم هذه المرحلة، فبطلها ضابط فرنسي شاب قدم إلى الجزائر من أجل القضاء على جنود الثورة الجزائرية، وقد عرضه الكاتب من خلال الطريقة التحليلية، فوصفه على لسان فرنسيتين عانسين رمز بهما القاص إلى عقم المجتمع الفرنسي، فقد ركزت كل منهما حديثها حول إبراز"حذلقة" الضابط للإيقاع بالفتيات الفرنسيات، وخيانته مهنته ونهبه أموال المواطنين الجزائريين في أثناء دورياته مع بعض جنوده، وقد جاءت نهاية الحدث القصصي لتؤكد ظنهما به في أن مصير فرنسا في الجزائر يدنو بسرعة نحو أجله، فبينما هما ترسمان توقعهما في فرنسا تفاجآن بجنديين جزائريين يسوقان الضابط الفرنسي نحو الغابة.

إن البناء الفني لهذه القصة بسيط، وقد بدا اهتمام الكاتب بالتعبير عن الحدث الثوري أقوى من اهتمامه بالجوانب الفنية، رغم أنه يؤرخ لبطولات المجاهدين ويفضح جرائم الاستعمار.

ويمكن القول في نهاية هذا الجزء: إن تجارب كتاب هذه المرحلة"كالزاهري" و"الجلالي" و"ابن عاشور" لم ترق فنياً إلى مستوى القصة القصيرة الفنية رغم المحاولات الكثيرة التي كتبها بعضهم، خصوصاً أحمد بن عاشور.

ويدل قصور بعض هذه التجارب على ضعف اطلاع الكتاب على أصول هذا الفن القصصي العالمي.

وهي أمور لا نجدها في تجربة أحمد رضا حوحو الأدبية، فقد شهدت القصة الجزائرية على يده تطوراً ملموساً سواءً من حيث البناء الفني، أو من حيث الموضوعات.

ثالثاً

أحمد رضا حوحو رائد القصة الجزائرية القصيرة.

سنتوقف عند تجربة أحمد رضا حوحو القصصية بشيء من التركيز والتفصيل لما فيها من ثراء وطرافة.

سواء من حيث الموضوعات القصصية، أو من حيث تنوع الأشكال الفنية التي استعملها.

وسنقصر الحديث على العناصر البارزة في تجربته القصصية.

وقد مهدنا لذلك بكلمة موجزة عن وعيه الأدبي، وصدى تجربته بين الباحثين.

فقد كان له أثر كبير في تطور القصة الجزائرية الحديثة، وفي إرساء قواعدها الفنية.

أولاً: تمهيد

في مصادر ثقافته واهتماماته الأدبية.

1- الوعي الأدبي لدى أحمد رضا حوحو

بذل أحمد رضا حوحو جهوداً جبارة من أجل تكوين شخصيته الأدبية، والثقافية فكان يطالع الثقافة العربية الإسلامية، ويجهد نفسه للإلمام بخصائص الثقافة المعاصرة، خصوصاً معالمها وآدابها المدونة باللغة الفرنسية التي يتقنها إتقاناً جيداً.

وقد أهلته مؤهلاته العلمية، وإمكاناته الأدبية والفنية لأن يتبوأ منزلة الصدارة بين المثقفين والأدباء الجزائريين باللغة الوطنية طيلة عشر سنوات(1946- 1956م)، ولو امتد به العمر، لكان له اليوم فتح عظيم، وشأن كبير لا في الأدب الجزائري المعاصر فحسب، بل في الأدب العربي عموماً.

وقد عملت الظروف الاجتماعية التي نشأ فيها، والمراحل التي مر بها في حياته على تنويع مشارب ثقافته، وتعد مدة إقامته في الحجاز(1935- 1945) من أهم عوامل تكوينه الشخصي وأهمها تأثيراً وأخصبها في إغناء فكره الأدبي.

كما جعلته هذه الظروف ينظر إلى الأدب خصوصاً، والفن عموماً نظرة مثالية مطلقة ، هذا مع أنه ألح في مقدمات قصصه، وفي مقالاته على واقعية الأدب، وضرورة استلهام روحه الاجتماعية.

وإحساساً منه بقيمة الأديب وبدوره في تطور مجتمعه، فقد أهدى مجموعته القصصية الأولى صاحبة الوحي وقصص أخرى ، إلى كل أديب إذ قال((إلى من يفني نفسه في ملاذه الفكرية.

ويعيش في متعة الحيرة والألم..

إلى الأديب) وفي كتابه "مع حمار الحكيم" فصول خصصها لإبراز رأيه في قضايا أدبية وفنية واجتماعية، وذلك من خلال اصطناع حوار بينه وبين شخصية(الحمار) المتخيلة أبان فيه مفهوم الأدب ورأيه في وضعية الأدب الجزائري في عهده.

فقد أجاب الحمار عن سؤال وجهه إليه صاحبه حول رأيه في الآداب والفنون بقوله((الآداب والفنون هي المقياس الصادق لأحوال الأمم، وهي الميزان الصحيح لقوة إنسانيتها، وشرف عاطفتها، وسمو روحها، فهي ليست من الكماليات وليست طلاء خارجياً كما يتوهم، بل إنها أساس لابد منه لرقي الأمة وحفظ كيانها.

) وخلص حوحو، بعد أن قدم عرضاً عن مفهومه للأدب الجديد، ودوره في رقي المجتمعات وتطورها إلى نتيجة تصور نظرته المتشائمة لواقع الحركة الأدبيّة الجزائرية، وهي التي كثفها في هذه الجملة"لا يسعني إلا أن أقول قولاً واحداً، وهو: ألا أدب عندنا ولا فن عندنا"

/ 94