أ-بناء الحدث - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فيه.

كما اغتنت القصة بأشكال فنية متنوعة، فظهرت في شكلها القديم وفي شكل الرسالة، وكذلك استخدم القاصون تقنيات حديثة كأسلوب المذكرات، والخطف خلفاً، والقصة الأسطورية والنفسية والرومانسية، والواقعية، ولعل الحوادث والمشاهد المستمدة من الواقع التاريخي المعاصر ميزت تجربة هذا الجيل.

وقد أدهشت كتابات هذا الجيل كثيراً من النقاد العرب، فوصف الناقد الليبي يوسف القويري كتاب "صور من البطولة في الجزائر "بقوله" وصور من البطولة في الجزائر" كائن تاريخي ومحارب شجاع ومثلث ضلعه الأخير هو ظروف المعركة في عام 1957، وهو العام الذي خرج فيه إلى القراء ، وعبرت الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء) عن إعجابها بقصص زهور ونيسي في تقديمها لمجموعة "على الشاطئ الآخر" كما وصف الدكتور سيد حامد النساج الأديب الطاهر وطار بأنه يملك قدرات ومواهب فنية عالية .

وإن هذا البوح النقدي العربي ليؤكد صدق أعمال هذا الجيل وعمق صداها في نفوس مطالعيها.

ومع هذا فإن الاهتمام بالأدب القصصي الجزائري لم يستمر، كما أنه لم يتطور ليشمل بقية الأنواع الأدبية الأخرى، ولعلنا نتحمل نحن المسؤولية الكبرى لأننا لم نسع إلى التعريف بأدبنا في الصحافة المشرقية، كما تتحمل وسائل الإعلام عندنا طرفاً كبيراً من هذه المسؤولية وعلى هذا فإن أصابع الاتهام والعتاب ، ينبغي أن توجه إلينا أولاً، لأننا تهافتنا على إنتاج غيرنا نعب منه عبا ونسينا أن لنا إنتاجاً جيداً لا يزال مهملاً في الزوايا، أو في ثنايا صفحات المجلات والدوريات الوطنية.

ونشير هنا أيضاً إلى مسألة أخرى جديرة بالمعالجة والتناول وهي أن معظم كتاب القصة قد تحولوا بعد الاستقلال (1962) إلى الكتابة في فنون أدبية أخرى، أو توقف بعضهم عن الكتابة الأدبية لسنوات عديدة، إما بسبب الظروف الحياتية الجديدة وإما لتغير حوافز الكتابة التي كانت قبل الاستقلال شكلاً من أشكال النضال ضد المستعمر، فقد استهوت الأبحاث التاريخية القاص الدكتور أبو القاسم سعد الله، ولم نعد نقرأ جديداً للدكتور عبد الله خليفة ركيبي منذ سنوات.

وتحول بعض الأدباء إلى الكتابة الروائية، وذلك منذ ظهور رواية "ريح الجنوب" 1970 كأول عمل روائي فني جزائري باللغة الوطنية ، ثم صدرت بعدها للطاهر وطار روايته الأولى "اللاز" على أن دودو ظل طوال هذه السنين وفياً لفن القصة.

2-البنية الفنية للحدث القصصي طبع الأدباء الثلاثة عبد الحميد بن هدوقة، وأبو العيد دودو والطاهر وطار المرحلة الثانية (1956-1972)، بصفاتهم الفنية وعبروا عن المضامين التي أفرزتها تحولات المجتمع الجزائري خلال هذه المرحلة، كما تنوعت أشكال القصة على أيديهم مع الاختلاف في الرؤية الفكرية والتفاوت الفني من قاص لآخر، وأحياناً من تجربة قصصية لأخرى، ومن أبرز الجوانب الفنية التي تجلب الاهتمام في تجربتهم القصصية طرائق بناء الحدث، وطرائق صوغه، فقد تنوعت تنوعاً يدل على المجهود الفني الكبير الذي بذلوه لتطوير القصة الجزائرية المعاصرة، كما شمل هذا التنوع رسم الشخصيات وطرائق أداء دورها، وهو مجال دراستنا في هذا الجزء.

أ-بناء الحدث

بنى أدباء هذه المرحلة قصصهم علىأهم الطرق المعروفة في الأدب القصصي، وهي الطريقة التقليدية، والطريقة الحديثة، والطريقة الاسترجاعية، وقد قصدنا إلى بيان مدى اتقانهم لهذه الأساليب الفنية الجديدة.

1-الطريقة التقليدية

تعد الطريقة التقليدية أهم الطرق التي توسلوا بها للتعبير عن أفكارهم الجديدة التي أفرزتها حرب التحرير، ويعود شيوعها بينهم إلى جملة من العوامل أولها طبيعة المجتمع الجزائري الذي يتسم بالمحافظة والتمسك بتراثه، ومما زاد هذا العامل قوة الصراع القوي بين المجتمع الجزائري والمجتمع الفرنسي الغازي، حيث يعد الحفاظ على التراث الأدبي وأشكاله التقليدية من أشكال النضال والمقاومة والصمود، كما اعتبرت الدعوة إلى تجديد أساليب التعبير تمرداً على تقاليد المجتمع الجزائري وعاداته.

وثاني هذه العوامل يعود إلى أن إدارة المستعمر كانت تفرض رقابة شديدة على المطبوعات والمنشورات العربية، وقد أدى هذا الوضع إلى تأخير انتشار الأساليب القصصية الحديثة بين أوساط المثقفين وخاصة المتعلمين باللغة العربية، وبذلك فتح السبيل واسعاً أمام الطريقة التقليدية لأن تنتشر وتطغى على التجارب الأولى لمعظم القاصين، وهيمنت على

/ 94