4-أسلوب اليوميات والمذكرات - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الكتاب الجزائريين، وكان شكل الرسالة أحد الأساليب الفنية في بناء الحدث عندهم، رغم قلة احتفائهم به.

وقد استعملوه لابراز ملامح بعض الشخصيات أو الأحداث، خصوصاً في القصص الثورية، أو القصص التي صورت انتشار الوعي الوطني بين الشباب، على تفاوت فيما بين الكتاب من حيث الكثرة والجودة، وتباين السيطرة عليه.

4-أسلوب اليوميات والمذكرات

ندر استعمال الأدباء الجزائريين لشكل اليوميات في كتابة قصصهم إذا ما قيس إلى بقية الطرق والأشكال.

وأفضل نموذج كتب بهذا الشكل هو قصة من "يوميات فدائي" ، لو طار، وفيها كلّف فدائي جزائري من قبل قيادة الثورة باغتيال أحد العملاء الكبار.

قسم وطار قصته على أجزاء من الساعات تبدأ في السابعة، ثم الساعة السابعة والربع، وتنتهي أخيراً في الساعة الرابعة مساء.

وبهذه الأجزاء يكتمل الحدث القصصي، ويقوم كل جزء بتصوير مرحلة من مراحل التطور، حتى يتم رسم شخصية الفدائي عبر ما سميناه بـ (اليوميات)، فالفدائي يسجل مذكراته الأولى بدءاً من الساعة السابعة أي يصور الحدث في بدايته، حيث يقرر الفدائي كتابة مذكراته عن الثورة وتسجيل أحداثها رغم أن القيادة قد أنذرت من يحاول فعل ذلك ووعدته بالذبح، وذلك حرصاً منها على السرية المطلقة.

ويجري الحدث عبر امتداد زمنين: الأول زمن النص، وهو يعود إلى بداية عهد الاستقلال.

بينما يأتي الزمن الثاني في نهاية القصة وهو تاريخ بدء كتابتها في شهر جانفي1961.

وينمو الحدث بين يومية وأخرى إلى أن يبلغ قمته في اليومية الرابعة وذلك عندما استطاع الفدائي أن يخدع أحد الضباط الفرنسيين ويستدرجه إلى مربض الخيل، حيث قام باغتياله وارتدى ملابسه ، وقد استعان وطار بوسائل فنية أخرى، فوظف أسلوب التداعي خصوصاً في اليومية الرابعة لنقل أساليب النضال والمصطلحات السرية التي يتداولها المجاهدون، كما استخدم عنصر الوصف في تصوير وحشية المستعمر، والطرق التي يغتال بها المواطنين..

وتتراوح ضمائر السرد، بين ضمير الغائب في التعبير عن بطولة أحد الفدائيين في قوله "قذف ملء قوته على المنصة، وانتظر أن تنفجر" وبين ضمير المتكلم لتصوير شجاعة بطل القصة.

وهكذا ينجح وطار دائماً في استخدام طريقة اليوميات في صوغ الأحداث لولا بعض الاهتزاز الذي اعترى رسم شخصية البطل، وكذلك الغموض الذي طرأ على نمو الحدث من يومية لأخرى، إلا أن تمكنه من وسائل التعبير المتنوعة جعله ينقذ الحدث من السقوط في الأسلوب المباشر.

5-أسلوب المقاطع

يعد الشكل المقطعي، أقل الأشكال الفنية استعمالاً لدى الكتاب الجزائريين، ويعود سبب ندرة نماذجه إلى حداثة هذا اللون التعبيري، وتعوّد أدباء جيل الثورة على الطرق الفنية المتداولة.

ولعلنا نجد بعض ملامح هذا الشكل عند أبي العيد دودو في قصته الطريق الفضي ، فقد قسمها إلى أربع مقاطع، جعل لكل واحد عنواناً مستقلاً وهي: الليل، والسرى، والقمر، والفجر.

وبالإمكان أن نعد كل مقطع أقصوصة، تحمل معنى واحداً، له حدث واحد، والرابط بين هذه المقاطع الأربعة هو المرأة أولاً، حيث تتكرر شخصيتها في دور البطولة، والرابط الثاني هو المعنى العام الذي يعبر عن نضال المرأة الريفية، وصراعها المرير من أجل الحياة الكريمة، وبذلها جهداً من أجل تطور مستواها الاجتماعي.

فالمقطع الأول على سبيل المثال صورة للظروف القاسية التي تعيش فيها المرأة الريفية، ورغم هذا فإنها تبذل جهداً كبيراً لاسعاد أولادها، وصور حدث المقطع الثالث شجاعة المرأة الريفية وتحديها للظروف والكائنات الطبيعية.

اعتمد دودو على شكل المقاطع، وهو شكل حديث ظهر بعد عام 1972 بغزارة في القصة الجزائرية القصيرة، ووفق في صوغ الأحداث وتصوير الحياة الاجتماعية والطبيعية التي تعيش وسطها المرأة واصرارها على اقتحام الصعب الخطر من أجل تطوير حياتها الاجتماعية.

ويدل هذا النجاح على طواعية هذا الشكل الجديد لمعالجة الأحداث التي تصور الموضوعات الاجتماعية أكثر من غيرها، وقد وجد مناخاً لدى العديد من أدباء جيل السبعينات الأدبي، وهو الأمر الذي سيكون محل اهتمامنا في الفصل الرابع ولا بد من القول إن القصة الجزائرية القصيرة قد عرفت ثراء وغنى في عهد الاستقلال، سواء من حيث طرائق بناء الأحداث، أو من حيث صيغ عرضها، مما يدل على احتكاك الكتاب الجزائريين، بتجارب غيرهم واتصالهم المباشر بالكتابات العالمية سواء منها العربية أو الأجنبية.

/ 94