أ-صيغة ضمير المتكلم - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يلي تحليلاً لأهم هذه الصيغ الخاصة بأسلوب السرد.

أ-صيغة ضمير المتكلم

يكثر ورود (ضمير المتكلم المفرد) على الخصوص في القصص التي هي عبارة عن سير ذاتية، أو التي تصور الموضوعات العاطفية والاجتماعية والتي تقع أحداثها غالباً في الزمن الحاضر، لأن عنصر السرد معتمد في أكثر الأحيان على الأفعال المضارعة الدالة على الزمن الحاضر، أو المستقبل.

ويوحي هذا بأن أحداث هذه القصص لا تزال بموضوعاتها قائمة في الواقع الفني.

وأن ضمير المتكلم هو الأنسب في التعبير.

فقد استخدمه ابن هدوقة لصوغ حدث قصته "منتصف النهار" ، وساعده على ذلك أن (حميده)، وهو بطل القصة، قام بدور الراوي لقصة حياته ، كما استعمل القاص أحياناً ضمير الغائب كمساعد لابراز الحدث في عنصر السرد، وذلك عندما تحدث عن حياة (حميده) وطريقة زواجه (بكاترين) الفرنسية.

إن سرد الحدث بأكثر من ضمير في النص الواحد قد يقضي على الرتابة والأحادية اللتين قد تتكونان فيه نتيجة اعتماد القاص على السرد بضمير واحد.

ولكن هذا الخروج ينبغي ألا يشمل حيزاً كبيراً من حجم النص القصصي.

وقد وفق ابن هدوقة في فضح جرائم الاستعمار الفرنسي في قصة "عمري الحقيقي" باستعمال ضمير المتكلم الذي قام بدور راوي الأحداث والشهادة على المجرم وعلى الأحداث التي وقعت في مدينة بنزرت التونسية والتي كان البطل أحد ضحاياها مما أغنى النص وأكد واقعية الحدث القصصي.

وقد كفل استعمال هذا الضمير للقاص أن ينقل رأيه إلى القارئ بمجرد انتهائه من كتابته، علاوة على أن ابن هدوقة يرى أن نتاجه ملك للقارئ لحظة خروجه من بين يديه .

ويبدو أن نجاح ابن هدوقة في صوغ الحدث بضمير المتكلم يعود في جزء منه إلى الشبه الموجود بين تجربته الحياتية وتجربة شخصية البطل في القصة ، كما أنه استخدم ضمير المتكلم الجمعي "نحن" للدلالة على المشاركة في الصفات والأشياء العامة.

والذي يثبت هذا أن أحكاماً عديدة حول أخلاق الجزائريين وطباعهم ترد على لسان الشخصية بصيغة الجمع المتكلم مثل قوله "نحن جديون أكثر من اللازم" وهم لينون أكثر من اللازم، نحن لا نبتسم بدون سبب وهم لا يحبون أن تكون البسمة مرتبطة بأي سبب، فالبسمة عندهم ككلمة: السلام عليكم في بوادينا، لا يترتب عنها أي شيء) .

وأسهم حوار (الكاتب) مع (ناشر قصصه) في تقريب شخصيته من المؤلف فهو من اللاجئين الجزائريين، وكاتب قصص قصيرة مثله.

وهذا الأسلوب في الصوغ نجده عند معظم الكتاب الجزائريين، فأبو العيد دودو يستعمل ضمير المتكلم في سرد أحداث قصصه استعمالاً موفقاً، كما في قصة "القائد" التي تصور الماضي النضالي والثوري لبطل قصته، والتي تؤكد شجاعة المجاهد الجزائري على عكس ما أدعته القوات الاستعمارية، وفي الفقرة التالية تصوير لنضال الشخصية التي تتكلم بلسانها: "وحين علوت المرتفع لمحت بعض جنود العدو عبر المنظار المكبر يتسللون، محاولين تطويقنا، فأسرعت إلى بعض الأخوان وأمرتهم بالانسحاب واحتلال المراكز التي كان العدو ينوي الوصول إليها..

وكنت أنزل بين الوقت والآخر وأجمع البنادق والعتاد، وأعود بها لتوزيعها على الأخوان..

كذلك استعمل ضمير المتكلم في قصة "جاء دورك" لتصوير تطور الحدث القصصي لعرض نمو الوعي الوطني عند الشباب إلى أن بلغ قمته بالتحاقهم بصفوف الثورة في الجبل، وتعبيرهم هم أنفسهم عن الأمل المرتقب بعد صعودهم إلى الجبل.

يقول أحدهم في نهاية القصة: وحين غادرت الدار وبدأت أصعد الجبل، شعرت أن الفجر قد أشرق في بلادي) .

واستخدم الضمير نفسه في قصة "المئزر الوردي" لتصوير خداع أحد شباب المدينة لطالبة ريفية تزاول دروسها في الجامعة، حيث تخلى عنها بعد أن حبلت منه، ولما يئست انتحرت.

إلا أن البطل شعر بندم شديد عندما وجدها منتحرة في غرفتها.

فكان ضمير المتكلم الأنسب لتصوير ندم البطل، فجاء كلامه على طريقة أسلوب الاعترافات والسيرة الذاتية، أدان نفسه ووصفها بالأنانية والإجرام .

واستعمل الطاهر وطار كذلك ضمير المتكلم لصياغة أحداث قصص عديدة، من ذلك قصة "حبة اللوز" .

، التي صورت تجربة حياتية لبطل القصة (لطفي) والذي كان يتلذذ باصطياد الفئران في بيته كل ليلة، وقد قادته هذه العادة إلى اكتشاف وضع الشباب العربي الذي يشبه كثيراً مصير الفئران التي يصطادها كل ليلة بمصيدته .

فقرر منذ ذلك الوقت الاقلاع عن صيد الفئران، وصحا ضميره بعد ذلك فمنع (راضية) من زيارته في بيته كعادتها.

إن ضمير المتكلم مناسب لمثل هذا النوع من الأحداث، وهو الأمر الذي ساعد القاص

/ 94