ب- الطريقة الحديثة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فساد الذوق الأدبي وضعف النقد الأدبي، وسيادة المفاهيم الأدبية السطحية الساذجة.

إن هذه التفاصيل، والآراء النقدية المباشرة لم تساعد القاص على توفير عنصري التركيز والإيحاء في مقدمته.

وقد تنامى الحدث بهدوء إلى أن وصل إلى نقطة القمة، وذلك عندما تعرف الناس على شخصية الشاعر عن قرب، ولم يجدوه شيخاً ضخماً، وإنما وجدوه شاباً صغيراً، هزيل الجسم، قبيح المنظر جدب الذقن فعزفوا عن شعره، وانتقدوه بعنف وسخروا منه.

ولم يستغل حوحو نقطة التحدي لدى الشاعر الشاب الذي يرمز هنا للجيل الأدبي الجديد، ولم يوفق في خلق الصراع الفني بين هذا الجيل وجيل الأدباء الشيوخ، وإنما انتهت الأحداث باستسلام الشاب، وانزوائه بعيداً عن الحركة الأدبية تاركاً الفرصة للشيوخ المتأدبين، وتعبر هذه النهاية عن انتقاد الوضع الأدبي الجزائري آنذاك وأفكار أدعياء الأدب والطريقة نفسها في عرض الحدث مستعملة في قصة"خولة"، فهي تبدأ بتصوير البيئة القصصية في وصف شاعري يتلاءم مع موضوع القصة العاطفي، وتصوير شخصية"سعد" الخارجية بقوة ساعديه، وسمرة وجهه، وعذابه النفسي الذي يحاول إخفاءه .

ثم يتطور الحدث حين قرر الشيخ خليل والد"خولة" تزويجها من صالح ابن شيخ القبيلة المجاورة طمعاً في ماله، وجاهه، وبلغ الحدث قمته عندما زعمت أم"سعد" لابنها وفاة"خولة"، فتشابكت الأحداث أكثر.

ولولا كثرة الأحداث والشخصيات التي أثقل حوحو قصته بها لجاءت عقدتها أكثر توفيقاً ومتانة، ومما زادها ضعفاً وجود بعض الأحداث غير المقنعة لغرابتها عن البيئة الرّيفية بتأثير الثقافة الفرنسية، خصوصاً الأدب القصصي.

حتى النهاية لم تكن مناسبة للبيئة القصصية، ولا لموضوع الحدث نفسه، وإنما جاءت لتعبر عن مفهوم حوحو لعاطفة"الحب الناشئة" في البيئات الريفية والبدوية، فما أن علم"سعد" بالمكان الذي توجد فيه"خولة" حتى قرر أن يختطفها من بيت خطيبها ويرحل بها إلى قبيلة أخواله، وقد ساعدته في مهمته جارته العجوز"سلمى" التي قامت بدور الشخصية المساعدة في هذه القصة.

ومما ساعد"سعد" على تحقيق حلمه، شجاعته وقوته الجسمية التي يضرب بها المثل، وحب"خولة" له، وكذلك زمن الحدث الواقع خلال ساعات الليل المدلهمة.

فهذه العوامل كلها تعد سنداً رئيسياً لانتصار التقاليد والخير والحب، والقيم البدوية، على الجشع والطمع والتهافت على المال، كما أنها تعد من أهم الوسائل الفنية المقنعة التي أدت إلى إنهاء حدث القصة على الصورة المشار إليها أعلاه، رغم ما اعتراها من درامية، حيث"قطع سعد" ذراع خطيب"خولة" في أثناء قبضه على معصميها حين أسرعت نحو الشجرة التي يختفي تحتها"سعد" .

وتبدو الطريقة التقليدية في بناء الأحداث طاغية على معظم ما كتب على نحو ما نرى في قصة(الشيخ زروق) ، و(عائشة) ، و(العصامي) ، و(رجل من الناس) .

ب- الطريقة الحديثة

لم يستعمل حوحو الطريقة الحديثة إلا قليلاً حتى لتكاد تكون نادرة في قصصه، فهي أقل الطرق استعمالاً عنده، ويعود سبب ندرتها إلى أسباب كثيرة، أبرزها أن حوحو لم يكن مهتماً بمطالعة الأدب الفرنسي الحديث، قدر شغفه بمطالعة الإنتاج الأدبي الذي كتب في عصر النهضة، خصوصاً القصصي والمسرحي منه.

لكن تجلت ملامح هذه الطريقة في قصته"القبلة المشؤومة" ، فقد مهد لها بوصف البيئة القصصية التي وقع فيها الحدث، واتضح من خلال المقدمة أن الحدث قد انتهى، وإنما بطل القصة قد أعاد روايته لصديقه الكاتب.

وهكذا رجعت القصة إلى أولها وتضمنت المقدمة حديثاً طويلاً على لسان الراوي، تحدث فيه عن هواية الرياضة المحببة إليه، وهي عبارة عن فسحة قصيرة كان يقوم بها كل ليلة في ضاحية"المسفلة"، إحدى ضواحي أم القرى.

وشملت المقدمة الصدفة التي جمعت بين الراوي وصديقه بطل القصة، وحديثهما في مواضيع شتى، كالحب والغزل عند الأجانب، كما احتوت آراء الكاتب حول دور الحب في التقدم البشري..

وليس في المقدمة تركيز لطولها وتنوع أحداثها، كما يمكن أن نعدها هي في حدّ ذاتها قصة، تبدأ بجولة الكاتب المعتادة، حيث يشاهد المباني ، والبساتين النضرة ثم ينتهي به المطاف إلى المقهى حيث ينال الراحة إلى أن يحين وقت المساء، فيعود إلى بيته .

ويتخلل ذلك حديث الصديقين حول الحب وأساليب الأمم الأخرى في المغازلة، فكان هذا الحديث بمثابة عنصر إثارة غير مباشر لبطل القصة، جعله ينطلق في سرد قصة حبه إلى

/ 94