لم يستعمل حوحو الطريقة الحديثة إلا قليلاً حتى لتكاد تكون نادرة في قصصه، فهي أقل الطرق استعمالاً عنده، ويعود سبب ندرتها إلى أسباب كثيرة، أبرزها أن حوحو لم يكن مهتماً بمطالعة الأدب الفرنسي الحديث، قدر شغفه بمطالعة الإنتاج الأدبي الذي كتب في عصر النهضة، خصوصاً القصصي والمسرحي منه.لكن تجلت ملامح هذه الطريقة في قصته"القبلة المشؤومة" ، فقد مهد لها بوصف البيئة القصصية التي وقع فيها الحدث، واتضح من خلال المقدمة أن الحدث قد انتهى، وإنما بطل القصة قد أعاد روايته لصديقه الكاتب.وهكذا رجعت القصة إلى أولها وتضمنت المقدمة حديثاً طويلاً على لسان الراوي، تحدث فيه عن هواية الرياضة المحببة إليه، وهي عبارة عن فسحة قصيرة كان يقوم بها كل ليلة في ضاحية"المسفلة"، إحدى ضواحي أم القرى.وشملت المقدمة الصدفة التي جمعت بين الراوي وصديقه بطل القصة، وحديثهما في مواضيع شتى، كالحب والغزل عند الأجانب، كما احتوت آراء الكاتب حول دور الحب في التقدم البشري..وليس في المقدمة تركيز لطولها وتنوع أحداثها، كما يمكن أن نعدها هي في حدّ ذاتها قصة، تبدأ بجولة الكاتب المعتادة، حيث يشاهد المباني ، والبساتين النضرة ثم ينتهي به المطاف إلى المقهى حيث ينال الراحة إلى أن يحين وقت المساء، فيعود إلى بيته .ويتخلل ذلك حديث الصديقين حول الحب وأساليب الأمم الأخرى في المغازلة، فكان هذا الحديث بمثابة عنصر إثارة غير مباشر لبطل القصة، جعله ينطلق في سرد قصة حبه إلى