أولى حوحو عنصر التصوير اهتماماً كبيراً، خصوصاً تصوير الشخصيات وعواطفها.كما عني بتصوير البيئة القصصية لتأدية دورها في تطور الحدث القصصي وإيضاح الشخصيات.يقول في قصة" الفقراء مصورا زوجة الصياد" وقرب السرير امرأة في ثياب رثة، مصفرة الوجه، ناحلة الجسم يلوح عليها أثر البؤس والشقاء، وتبدو عليها بوضوح علامات الضنك والعناء الشديد..واستعان في تصويره بالتشبيهات، كتشبيه البطل بحيوان قوي في قصته "خولة" حيث شبه (سعد) بالأسد عندما خرج من مخبئه وهجم على غريمه (صالح) لما حاول أن يحتضن خولة، ثم شبه قفزاته بقفزات النمر وجريه بجري الظليم وسرعة جواده بسرعة السهم .وهي كلها مستمدة من البيئة الصحراوية التي تشكل مصدراً خصباً للخيال العربي إلى أيامنا هذه، وتلائم الحدث القصصي الذي تناول موضوع الحب العذري في البيئات البدوية.وتظهر براعة حوحو التصويرية في قصتيه "الشيخ زروق" و"سيدي الحاج"، ففيهما ركز جهوده الفنية على تصوير الشخصيتين المحوريتين، مبرزاً التناقض الكبير بين القول والعمل.ويمكن القول إن الأدوات الفنية المألوفة في التراث الأدبي العربي القديم كالتشبيه بالأسد والسهم وأنواع الحيوانات، هي من أهم وسائل حوحو المعتمدة في تصوير الشخصيات، مما يثبت تأثره بالتراث وبالأساليب الإبداعية العربية رغم ما يظهر من خلال تجربته الأدبية من دعوته إلى التجديد.
ج-اللغة
عنصر اللغة من أهم القضايا الفنية، التي تثير الجدل الطويل بين المبدعين والنقاد، بدأ النقاش حولها منذ مطلع القرن الحالي، وما زال حتى الآن ويكمن هذا الخلاف حول طبيعة لغة المبدع في القصص أو الكتابة، وكاد النقاش يجمع على أن الكتابة القصصية يجب أن تكون عربية فصحى في السرد وبعضهم يستحسن أن تكون لغة الحوار بلهجة المبدع المحلية، أو بلغة وسطى أي بلهجة مهذبة.أما أحمد رضا حوحو فقد آثر التعبير بالعربية الفصحى سواء في أثناء السرد أو الحوار، إلا في القليل النادر، فقد أورد بعض الكلمات الدارجة، كهذه الجملة التي أتت على لسان الشخصية المحورية في قصته "العم نتيش" حيث قال: الدعوة امطينة يالولاد" .فإذا ما درسنا اللغة الفصحى عنده أمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع تظهر بوضوح ملامح الكاتب وخصائصه.
1-اللغة الوجدانية
ونعني بها تلك اللغة التي يعبر بها عن موضوعات وجدانية، وهي تظهر بكثرة في قصصه التي تدور حول أحداث عاطفية مثل "صاحبة الوحي"، والقبلة المشؤومة"، و"فتاة أحلامي"، و"جريمة حماة" و"خولة"، وهي في مجموعته القصصية الأولى "صاحبة الوحي".أما المعجم اللغوي لهذا النوع، فإنه يتسع لألفاظ الحب، والغزل والجمال والحسن وأجزاء جسد المرأة الحبيبة أو الزوجة.إن بطل قصته "صاحبة الوحي" يصف حبيبته بـ: "أنها صبيحة الوجه تفوق كثيرا الحدود البشرية في الجمال ومقاييسها في الحسن، إنها ناعمة البشرة معتدلة القامة، كأنها