2- مصادر ثقافته الأدبية - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولكن سرعان ما خفت حدة هذه النظرة المتشائمة في فصل آخر، كتبه بعد الفصل السابق، ظهرت فيه عبارة تتحدث عن الأدب الجزائري وعن بذور(("صالحة كامنة في تربة صالحة، تحتاج إلى الري والعناية لتنبت وتترعرع وتثمر)" .

وينطوي هذا الرأي على اعتراف ضمني بالأدب الجزائري، وبثراء بيئته وخصبها وأن ما يعوزه هو الظروف فحسب كوسائل الإعلام والطبع والنقد الأدبي، والمنابر الثقافية، والحرية الأدبية.

وقد نشأ عن هذا اضطراب في بعض أفكار حوحو، كما عمل على خلق تمايز بين أفكاره النظرية التي تبدو من خلال مقالاته النقدية، وبعض مقالاته القصصية، وبين نصوصه الإبداعية، إذ تبدو دعوته إلى التجديد ووعيه بالمذاهب والتيارات الأدبية-من خلال مقالاته- أكثر تطوراً ونضجاً واكتمالاً مما يبدو في قصصه التي بدت وكأنها مشدودة إلى جمال التقليد والمحافظة والموضوعات الأدبية القديمة وتتعمق هذه المفارقة أكثر في مقدمة، "صاحبة الوحي وقصص أخرى"، حيث حدد فيها مذهبه، وميله إلى الواقعية النقدية ، ولكننا سرعان ما نفاجأ-حالما نقرأ القصص- بغلبة الموضوعات والأساليب المألوفة والرؤية التقليدية.

على أنه حقق بعض النجاح في الملاءمة بين دعوته النظرية وممارسته الإبداعية في مجموعته الثانية"نماذج بشرية" ، ذلك أنها مستوحاة من الواقع الاجتماعي وملامحه، وفيها قال عن طريقته في رسم نماذجه"التجأت إلى المجتمع وانتزعت من مختلف طبقاته نماذج عشت مع بعضها، وسمعت عن بعضها، نماذج حية أقدمها للقارئ لعله يتوصل بها إلى تفهم بعض طباع مجتمعه فيلمس أنبل نفس في أحقر شخصية ويلمس الإيمان القوي في قلب الرجل الضال، والزيغ والإلحاد تحت عمامة رجل الشرع" .

كتب حوحو عدة مقالات نقدية حول تجارب بعض رواد الأدب العربي الحديث كطه حسين، وعبد القادر المازني، وذلك في أيام إقامته بالحجاز ونشرها في الصحافة الحجازية، وبعد عودته إلى الوطن نشر في الصحافة الجزائرية ولا سيما مجلة(البصائر) كثيراً من المقالات النقدية والأدبية، حول واقع الحركة الأدبية والثقافية في الجزائر.

وقد بدا في جل كتاباته النقدية ملماً بالثقافة الواسعة وبمعظم الأصول الفنية للأشكال الأدبية، خصوصاً القصة والمسرحية، كما أثار مناقشات حادة بينه وبين بعض الكتاب المناصرين للتقليد، والمتمسكين بالأساليب التعبيرية القديمة وخرج من معظمها ظافراً، لما كان له من شخصية أدبية متفردة وقوة ملاحظة وحجج كثيرة-تدعم رأيه- واطلاع على أصول الثقافة المعاصرة، واتجاهاتها، وهو الأمر الذي مكنته منه ثقافته الفرنسية، واتصاله المباشر بالنهضة الأدبية في المشرق العربي.

2- مصادر ثقافته الأدبية

استمد حوحو، جل ثقافته الأدبية من قراءاته للأدب الحديث، خاصة الفرنسي الذي ظهر في عصر النهضة، وقد أعجب ببعض الأدباء وبعض الأساليب الغربية، ومن أبرز الكتاب الفرنسيين الذين أثر نتاجهم في تكوينه"فيكتور هيجو"، و"لامارتين"، و"لابرويير".

فمعالجة بعض الموضوعات التي اشتهر بها"هيجو" واضحة في قصصه وفي بعض أساليبه الفنية، كالوصف والاهتمام بعنصر البيئة.

وقد اعترف حوحو نفسه بذلك التأثر فقال في مقدمة قصته الفقراء: "قرأت الفقراء لـ"هيجو" وكانت نفسه البائسة تطالعني من بين السطور، تقطر حيرةً وألماً وما هي إلا فترة حتى اختلطت حيرتي بحيرته وآلامه بآلامي، فأسرعت إلى يراعتي أكتب عن الفقراء بالعربية ما كتبه عنهم"هيجو" بالفرنسية".

أما تأثره بأدب الكاتب الفرنسي"لابرويير"، فإنه يظهر بعد مقارنة بين كتابه"الطبائع"، وبين مجموعة حوحو"نماذج بشرية" فكلاهما يدير كتابته حول نماذج بشرية شاذة ويجسد الفساد الاجتماعي من خلال رسم هذه النماذج، وكلاهما يغلف أسلوبه بطبقة سميكة من السخرية اللاذعة.

لقد تأثر بـ"لابرويير وبأساليبه الفنية، وأعجب بأفكاره، فصدر مجموعته القصصية الثانية"نماذج بشرية" بمقولة"لابرويير" وهي"يجب أن نتكلم كلاماً صادقاً، وأن نفكر تفكيراً صائباً، دون أن نحاول جلب الآخرين إلى أذواقنا وعواطفنا..

إن ذلك لهو العمل الجليل.

"، كما تأثر في صوغ مضامينه وأفكاره بالكاتب المسرحي الفرنسي الشهير"موليير".

قرأ حوحو الأدب العربي القديم وتأثر بالجاحظ أيمَا تأثر، وتجلى ذلك في موضوعات البخل وحب المال والدنيا، إلى غير ذلك من الصفات التي ميزت شخصيات بعض قصصه ومسرحياته.

/ 94