الخاتمــــــــة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وخاصة القصص التي تدور حول القضايا الأدبية والنقدية كقصتي: "فقاقيع الأدب" و"الشخصيات المرتجلة" فإذا ورد كان أقرب إلى روح العمل الأدبي الطويل، فقصص: صاحبة الوحي، والقبلة المشؤومة، وثري الحرب، وجريمة حماة، وصديقي الشاعر، وخولة، وعائشة، والعصامي، والعم نتيش، و"السكير"، ورجل من الناس، تحمل زمناً روائياً؟ ويعبر حوحو أحياناً عن طول زمن قصصه بطريقة قطع تتابع العنصر الزمني مدة، ثم الرجوع إليه بعد مرور شهور وأعوام.

ففي قصة "صديقي الشاعر" يفترق الراوي وصديقه الشاعر مدة زمانية طويلة يتطور خلالها بطل القصة فنياً، وتنمو موهبته الأدبية كما يخوض تجارب أدبية تثير إعجاب الناس، ولكنهم حينما يتعرفون عليه يستصغرونه ويسخرون من صغر سنه، ونحول جسمه فيتنكرون له ولفّنه.

وقد يعمد الكاتب في العديد من المرات إلى التصريح بمرور وقت طويل كقوله "اطلعت على بعض منتجاته بعد مرور سنين لم أره خلالها ولم أسمع عنه مدتها شيئاً، فوجدتها ماثلة إلى النضوج تدل على جلاء روحه الشاعرية القوية .

ويعبر أحياناً عن مرور الزمن الطويل بأفعال تدل عليه، وهي طريقة نرجح أنه أخذها من الحكايات الشعبية.

يتضح هذا في حديثه عن رتابة حياة عائشة في قريتها .

إن معظم الأحداث القصصية قد وقعت في الماضي، وانتهت، ولكن شخصياتها يعيدون قصها من جديد في الحاضر (زمن كتابة القصة)، وهذه الطريقة تعد من أشهر طرق القصة الشعبية.

فزمن قصص: "صاحبة الوحي" و"القبلة المشؤومة".

و"ثري الحرب" و"جريمة حماة" ينتمي إلى الماضي، ويغلب عليه الطول المسرف.

وقد يعمد إلى التصريح بعنصري المكان والزمان اللذين جرت فيهما الأحداث، كما في قصة "سيدي الحاج"، حيث قال: "كان ذلك إبان الحرب العالمية الأخيرة، وكنت يومئذ مستقراً في مكة المكرمة .

" وهذا لا يعني أن حوحو أهمل الزمن القصصي، إذ أن قصص: "فتاة أحلامي"، و"الفقراء" و"التلميذ" يعد زمنها جيداً ومناسباً.

والخلاصة أن تعدد البيئات وكثرة الشخوص داخل القصة الواحدة اضطرت حوحو إلى توسيع رقعة الزمان القصصي لموازاة الأحداث فضلاً عن تأثره بعنصر الزمن في القصة الشعبية.

الخاتمــــــــة

نجمل بعض النتائج والملاحظات لفن القصة عند حوحو في الأمور التالية.

لقد تنوعت الموضوعات القصصية، وتعددت، فبدا في قصصه الأولى متأثراً بالموضوعات العاطفية والروح الرومانسية، ثم أخذ يتخلص من تأثير هذا التيار بتطوير نظرته، ومفهومه للأدب وللواقع الحياتي فاتسمت قصصه الأخيرة، بتأثير الاتجاه الإصلاحي والواقعي، وتخلصت النهايات القصصية من النظرة التشاؤمية.

ومن الناحية الشكلية اتسمت أعماله في مجملها بالقصر، وحققت عدة شروط أساسية لفن القصة القصيرة.

على أنه أحياناً ابتعد عن خصائص بنية القصة القصيرة الفنية واقترب من روح الرواية أو بعض الأشكال الأدبية الأخرى، خصوصاً المقالة الأدبية، يوضح ذلك تعدد الشخصيات وكثرة الأحداث، وتنوع البيئات وطول الزمن.

ويدل هذا على عدم اكتراث حوحو بالمبادئ الفنية، في أثناء كتابة القصة، رغم معرفته بأصولها النظرية.

ونحن لا ننفي أن يكون بعض قصصه قد اتسم بالتركيز، وتوافر العناصر الفنية، كوحدة الحدث، وقصر الزمن، والتركيز، ولكن قصصاً عديدة لم يوفق حوحو في صوغها، حيث طغت بعض ملامح الحكاية الشعبية على طريقة كتابتها، كقصتي: "صاحبة الوحي"، و"القبلة المشؤومة"، فقد حول بعض الشخصيات إلى دمى خالية من أي إحساس بشري، وأفقدها حيوية الشخصية الأدبية ذات الاستقلال التام، والكيان المستقل داخل النص الأدبي.

على أن الشخصيات في قصصه تدل على اتصاله بالواقع الحياتي وبيئات مجتمعه، وتأثره بما يدور فيه، وبما يعانيه الإنسان.

ومن هنا اختلفت عنايته برسم شخصياته حسب أهمية الشخصية وقوة موقفه منها، فقد اهتم بتصوير الشخصيات الدينية، حيث أنه يعتني أولاً بوصف مظهرها الخارجي وصفاً دقيقاً يوحي في الغالب بسمّو مكانتها الاجتماعية ومنزلتها العلمية، ولكنه سرعان ما يكشف جانبها الباطني عن طريق مواقف محرجة يسوقها إليها سوقاً، وعادة ما تكون الصورة الباطنية، هي الصورة الحقيقية، والصورة الخارجية صورة زائفة، خادعة، أما معظم الشخصيات الأخرى فتظل باهتة يقودها الكاتب كيفما شاء، ويرسم مصيرها كيفما أراد.

ولم تسلم من هذه الحتمية إلا شخصيات قليلة، حيث أنها أدت دورها الفني كاملاً، كشخصية "دروت" في قصة التلميذ.

/ 94