أ- المبدأ الذاتي - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نورد فيما يلي موجزاً عن مبدأ"القص" عند العرب من خلال رؤيتين: الأولى ذاتية يمثلها اهتمام قادة المسلمين الأوائل بالقصص، وتوجيه الناس إلى الإفادة مما يرويه اختصاصيون انتدبوا لذلك، بينما الثانية حديثه استلهمت أبعادها الفنية مما بلغه تطور الأدب القصصي، وإليها يعود الفضل في إرساء ملامح الفن القصصي في الأدب العربي الحديث.

أ- المبدأ الذاتي

إن مبدأ القص، لا تختص به أمة دون غيرها من الأمم منذ اتضاح ملامحه الأولى إلى اليوم، لأن تداول الأخبار يكاد يكون غريزة في الإنسان جبل عليها.

والأمة العربية مثل غيرها من الأمم عرفت منذ القدم تداول الأخبار بين أطراف بيئتها، كما نقلت أخبار غيرها من الأمم المجاورة، وقد حفظ لنا التراث الأدبي الذي وصلنا شؤوناً كثيرة عن حياة الأمم الأخرى.

وفي القرآن الكريم، كثير من القصص الديني الراقي، فالأنبياء والرسل والأمم الغابرة وما تقلبت به الأحداث معروض في نسق قصصي شائق كقصة نوح عليه السلام وقومه، وقصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقصة يوسف، وقصة موسى وفرعون، حتى إن سورة كريمة تحمل هذا العنوان"القصص".

وإنَّ ما يميز قصص القرآن الكريم أنه لا يقصد الجانب الفني لذاته، وإنما جيء به لغرض ديني محض، هدفه الوعظ والاعتبار.

ولم يخل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من الجانب القصصي، إذ يروى عنه أنه كان يروي لنسائه بعض القصص، كقصتي: حديث خرافة وقصة أهل الكهف، كما كان يحبذ الاستماع لبعض القصص، ومنها قصة الجساسة والدجال.

ثم حرص الخلفاء الراشدون على الاهتمام بالقصص، فعمر بن الخطّاب أذن لقاص بأن يقص على الناس يوماً في الأسبوع، وأمر بترجمة قصص العدل والسياسة، وأذن عثمان لقاص بأن يقص على الناس يومين في الأسبوع، وأجاز علي بن أبي طالب للحسن البصري أن يقص في المسجد.

وفي عهد الدولة الأموية أجاز معاوية القص لجماعة من القصاصين، كما أنه اصطفى شيخاً من شيوخ القصص وأمره بتدوين ما يرويه، ثم اتخذه قاصّاً له .

ولقد تطور المبدأ القصصي في عهد بني أميّة على يد الكاتب الكبير عبد الله بن المقفع، فقد نقل نصوصاً من اللغة الفارسية ذات أصول هندية، تتمحور حول السلطان والرعية والعدل والظلم نشرها بين الناس تحت عنوان: "كليلة ودمنة" ومن بعده تشعبت القصة شكلاً ومضموناً بين النوادر والحكايات والأخبار والسير والمقامات.

وأوحى هذا التراث القصصي لبعض الدارسين العرب المحدثين بأن يعدوه أصولاً فنية ومصادر للفن القصصي العربي الحديث، ورفعوا مكانته الأدبية والفنية في بعض الأحيان على كثير من الأعمال القصصية المعاصرة.

يقول يوسف الشاروني: ((لقد عرف التراث العربي المجموعات القصصية التي تمتاز عن كثير من مجموعاتنا المعاصرة، بأنها كانت تندرج تحت موضوع واحد، مثل: كتاب البخلاء للجاحظ(160- 255هـ) و"المكافأة وحسن العتبى" للتنوخي(337- 384هـ)" .

وكان الشكل"المقامي" أحد الأشكال القصصية العربية القديمة التي حاول العرب إحياءها في بداية عصر النهضة، وهو شكل قصصي ظهر في القرن الرابع الهجري على يد بديع الزمان الهمذاني، وكان يتوجه إلى المتعلمين، ويدور حول موضوعات معينة شائقة سهلة الفهم، كما أنه يهدف بالدرجة الأولى إلى جوانب تعليمية.

فلما ظهرت فكرة إحياء التراث الأدبي مع فجر النهضة الحديثة حاول بعض الأدباء تطوير شكله، ومن هؤلاء الشيخ ناصيف اليازجي الذي سعى إلى إحياء فن المقامة وكان من ثمار جهوده كتابه: "مجمع البحرين" الذي نشره عام 1856م، وحافظ فيه على الخصائص الفنية للمقامة: غريب اللفظ، ومهمله إلى موضوعاتها كالنصب والاحتيال.

ثم بذلت بعض الجهود من قبل مجموعة من الكتاب العرب في محاولة لخلق مدرسة عربية نثرية تعتمد على قص غرائب الصدف وعجائب الأحداث على نمط المقامات مع مراعاة الأسس الفنية للإنشاء العربي القديم، وأبرز هؤلاء الكتاب في رأينا: محمد المويلحي صاحب كتاب"حديث عيسى بن هشام"، والشاعر حافظ إبراهيم الذي ألف كتاب"ليالي سطيح".

فهذه المؤلفات النثرية العربية: القديمة والحديثة يعدها بعض النقاد والكتاب أصولاً للفن القصصي في الأدب العربي الحديث.

ب- الرؤية الحديثة

يذهب بعض الباحثين، والمهتمين بتاريخ الأدب العرب الحديث إلى أن جذور القصة العربية الحديثة لا ترجع إلى التراث العربي القديم وإنما تعود إلى الأدب القصصي الغربي الحديث، يقول الدكتور محمد طه الحاجري: "فالقصة في الأدب العربي الحديث عند هؤلاء النقاد أمر بدع، لا ميراث له يمت إليه.

ولا أصل له في الأدب

/ 94