تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
مدير مدرسة قرية بني منصور"، وكذلك عبد الملك الورتلاني، وأما الحدث الرابع فهو يدور حول اجتياز الشيخ صالح والطفلين فريدة وسعيد لمكان زرعته الإدارة الاستعمارية بعشرات الألغام.وقد توزع التصوير القصصي على هذه الأحداث الأربعة بهذا المكان الخطر وتكاد هذه القصة تكون من أهم القصص الفنية الجزائرية التي عالجت موضوع الشهداء والحرب التحريرية.وقد سعى الكاتب إلى جمع أكبر عدد ممكن من الحوادث الواقعية ومنطلقه في هذا أن نجاح عمله يكون مهماً بقدر توفره على عدد أكبر من الأخبار.وفي هذه القصة عناصر جمالية كثيرة يمثلها التمهيد قبل الإعلان عن اغتيال الشهيد الأديب أحمد رضا حوحو بوصف سماء مدينة قسنطينة وصفا يلمح إلى فظاعة المصاب المرتقب كما وفق في التعبير عن الخسارة الفادحة بفقدان حوحو، يتجلى ذلك من خلال الصورة البشعة التي رسمها للمدينة، وهي صورة رومانسية حزينة في غاية الإبداع، فالمدينة التي كانت في ربيع سنينها" غارقة في حلة زاهرة براقة تقتني كل ألوان الزهور وتبعث الأنس في النفوس وتملأ الصدور غبطة ومسرة صارت في فصل الربيع الذي اغتيل فيه حوحو "غارقة بين كثبان من السحب متلبدة تبدو كآبتها وكأنها مدينة أثرية اكتشفت من تحت الأنقاض، أو كأنها بدر اختفى وراء السحاب، فكل شيء فيها حزين حتى الطبيعة وحتى المارة في الشارع فإنك لا ترى على وجوههم إلا تجهماً وقطوباً ونضوب ابتسام .وفي قصته "أول نوفمبر" استعمل أسلوب المذكرات استعمالاً موفقاً حيث سجل والد أحد الشهداء قصة نضال ابنه، ومشاركته هو في حرب التحرير ومما أضفى على هذا الأسلوب بهاء وقوة هو حلول الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التحريرية، وكذلك صورة ابنه الشهيد (محمد) المعلقة فوق مكتبه، فقد كانت حافزاً قوياً للأب لأن يتذكر حياة ولده والأعمال التي كان يقوم بها لصالح وطنه وشعبه.وبعد فإن موضوعات البهي فضلاء هي موضوعات الحرب التحريرية شأنه في ذلك شأن كتاب جيل الثورة، استخدم عدة طرائق في معالجة هذه الموضوعات ومن أهمها أسلوب الخطف خلفاً وطريقة المذكرات، وتميزت بعض شخصياته بكونها مثقفة بحيث أقنعنا أن الشخصية المثقفة تضحي بكل ما تملك في سبيل استقلال وطنها وحرية شعبها.وهكذا وضع البهي فضلاء بذرة طيبة في حقل القصة الفنية التي أسهمت في الدعاية للقضية الجزائرية إثر الحرب الوطنية الكبرى، وعبرت عن معاناة الشعب ونضاله.صدى أدب جيل الثورة تميز كتاب جيل الثورة بأنهم ذوو فضل كبير على تطوير الفن القصصي الجزائري، تجاوزوا بفنهم مرحلة الثلاثينات والأربعينات وقدموا جهوداً إبداعية عبرت عن ظروف الحرب وصورت نضال الإنسان الجزائري لطرد المستعمر الفرنسي، خصوصاً في أثناء الحرب التحريرية (1954-1962) وبذلك أسهم الأدب في دعم الثورة.وقد ساعدت الظروف الجديدة - كتواجد معظم كتاب القصة الجزائرية في البلاد العربية للدراسة -على الاتصال بنماذج القصة العربية المعاصرة والتأثر بها، والتعرف على كتابها.كذلك أسهمت الصحافة العربية إلى حد كبير في نشر القصة الجزائرية والدعاية لها، ونظرت إليها على أساس أنها لون أدبي ينبغي دعمه وإعلاؤه علاوة على أنها "كانت تنظر إليها على أساس أنها قضية قومية وعمل ثوري ملتزم يجب أن تكون له الأولوية في النشر، وكل تقاعس في نشرها كان يعني في كثير من الأحيان تقاعساً عن مناصرة الثورة الجزائرية لذلك كانت دور النشر تتهافت على القصة الجزائرية، وتحرص على تقديمها للقراء بأنها قصة من بلد المليون شهيد .إن صدى القصة الجزائرية في الصحافة العربية المشرقية لا يعود إلى سنوات الخمسينات فحسب، وإنما يعود أيضاً إلى منتصف العشرينات من هذا القرن، فقد نشر آنذاك الكاتب الجزائري محمد السعيد الزاهري فصولاً من كتابه "الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير" .في مجلة الفتح الإسلامية التي كانت تصدر في القاهرة.ومما جاء في مقدمة الطبعة الأولى التي كتبها العلامة المشهور محب الدين الخطيب حول قصص الزاهري قوله "وهذه فصول كتبها أخي في الدعوة الأستاذ محمد السعيد الزاهري الجزائري لتنشر في صحيفة الفتح، فرأيتها مثلاً صالحا للدعوة إلى الخير وما يجب أن يكون عليه الداعي من بصيرة وحكمة .كذلك نال كتاب جيل الثورة صدى أقوى وأعمق لتنوع الألوان الأدبية التي كتبوها كالقصة والرواية والشعر والمسرحية والمقالة الأدبية والسياسية وإثراء المضامين والموضوعات والرؤية ومشاركتهم هموم المجتمع العربي وأفراحه حيث تواجدوا