تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كتاباتهم الأولى ملامح التيار الرومانسي قبل التيار الواقعي .

وقبل الشروع في تحليل الطريقة التقليدية ودورها في بنية الحدث القصصي نذكر بأننا ركزنا على القصص التي تضمنتها المجموعات القصصية المطبوعة لأنه يتعذر الحصول على أعداد الجرائد والمجلات التي نشر فيها الكتاب قصصهم الأولى إذ أنهم لم يضمنوا مجموعاتهم القصصية كل ما كتبوه .

لقد استعمل الطريقة التقليدية كل من عبد الحميد بن هدوقة، وأبو العيد دودو، والطاهر وطار، وفيها تبدأ القصة بمقدمة ثم تأتي العقدة فالحل.

ولعبد الحميد بن هدوقة قصة "الجندي والليل" ، تصور أعمال القتل التي كان المستعمر الفرنسي يمارسها ضد الشعب الجزائري، جعل لها مقدمة تهيء النفس لتلقي الزمن القصصي" وقد عسعس الليل فأحال البساتين المحاذية للوادي إلى شبه لحاف أدكن .

بعد ذلك تدرج الكاتب في عرض القصة -وبحذر شديد- حتى بلغ العقدة حيث رأى بطل القصة نوراً ضعيفاً ينبعث من ضريح أقيم على إحدى الروابي، وقد أطال القاص في وصف الريف، وسكون الليل، وصمت المخلوقات، وذلك من أجل أن ينشئ جواً مرعباً يتلاءم مع جو الحرب والليل والمكان المنعزل، وبلغت القصة ذروة عقدتها حين سمع بطل القصة -وهو يدنو من الفتاة التي وقفت بجانب الضريح- طنين بعوضة مرت بالقرب من أذنيه فظنه صوت إحدى طائرات العدو، كما ظن أن دقات قلبه سوف تنبه الفتاة الشقراء .

ويأتي حل هذه العقدة على لسان الفتاة، حيث تروي للجندي قصة استشهاد والدها على يد جنود المستعمر، وهو يؤدي صلاته داخل المسجد، كما أنه توجد في هذه القصة حكايتان:

الأولى

أسطورية تعتقدها العامة، ومضمونها أن (ولية) كانت تعبد الله داخل المسجد، وعندما غزا (الكفار) وطنها حاربتهم بشدة، ولكنها في ليلة من الليالي مسخت في هيئة ضفدعة، فباغتها (الكفار) وقتلوها.

الثانية

واقعية ترويها الفتاة على لسان والدها، ويتجلى فيها أسلوب الأخبار، كقولها "أما رواية أبي فهي أقرب إلى العقل والصدق، قال ناقلاً عن أبيه: عندما دخل الفرنسيون الجزائر سنة 1830 وتوغلوا أرضنا غرباً وشرقاً ولما نزلوا في مكان الضريح رأوا ليلاً شيخاً قادماً، فأطلقوا الرصاص عليه، ولكنه تبين فيما بعد أنه حارسهم..

إلا أن إغناء النص القصصي بهذه الحكايات على لسان (الفتاة) والاعتماد على اسلوب المزج بين الواقع والأسطورة أفقد القصة إحدى خصائصها الفنية، وهي التركيز على رسم الحدث القصصي.

وفي قصة "عاشقة القيثارة" ، مهد ابن هدوقة للحدث بوصف الظروف الاجتماعية التي نشأت فيها (الفتاة) والصورة المثالية التي رسمها والدها في ذهنها بهذه الفقرة "كان الأب يريد لها أن تكون تلك الفتاة المهذبة المثقفة التي تعزف عن الانحطاط إلى ما تهواه الفتيات عادة من عبث ومحن وطيش، وكانت الأم تريد لها أن تكون تلك الفتاة المتفانية، في إرضاء والديها والتي لا يسعدها في الدنيا سوى أن تراهما فخورين بها.

مفاخرين الأجوار بما حبواها به من تربية وتعليم..

" ويتنامى حدث القصة بكبر الفتاة، ونمو ادراكها ووعيها بما يحيط بها، فترغب في تشكيل ملامح شخصيتها المستقلة عن شخصية الوالدين وتحس بأن في نفسها "جانبين متناقضين، جانب شعري هادئ حالم، والآخر ثائر عنيف مضطرب، وشعرت أن المرحلة الوسطى بين هذين الجانبين تضعف يوماً بعد يوم، وأنها مضطرة إلى الاختيار بين أن تحيا لنفسها أو لأبويها، أما أن تحيا حياتين متناقضتين أشد التناقض بحياة داخية نفسية ثائرة وحياة خارجية هادئة فأمر لا يطاق" .

وبذا بلغ القاص في التصوير بداية العقدة، حيث يبدأ من هنا صراع حاد عنيف بين جيلين، وبين ذهنيتين الأولى تحاول التمسك بأساليب التربية التقليدية، وتنشئة الجيل الجديد على هديها بينما الثانية تنشد التحرر منها وتكافح من أجل شخصية مستقلة تتيح حرية الاختلاط ومصاحبة الفتيان.

ويبلغ الحدث ذروته بعد حضور (جميلة) عرسا، حيث أعجبت بأحد الشبان الجزائريين، فتغرم بعزفه على آلة القيثارة، ومن يومها تغيرت عاداتها ورغباتها وأحلامها "وصارت لا تولي أي عناية لملابسها وشعرها وهجرت أصباغها وأدوات الزينة والتجميل..

وقد جاءت النهاية لتوضح المغزى العام للحدث القصصي، فهو يعالج الأثر السلبي للتربية التقليدية التي تنشئ أطفالاً معقدين، منطوين، لا يملكون الجرأة على التعبير عما يهمهم وما يشغل بالهم حتى لأولياء أمرهم، ويبدو ذلك من تفسير الوالد لأسباب مرض ابنته حيث أرجعه إلى مطالعتها الكثيرة للكتب -في نهاية القصة- إذ أن

/ 94