تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
القاص أراد أن يصور سذاجة التربية المتشددة وعواقبها الوخيمة، وضيق أفقها.وفي قصته "عزيزة" عالج موضوعاً شبيهاً بموضوع قصة "عاشقة القيثارة"، فمهد بمقدمة سردية أنشأ فيها علاقة بين (عزيزة) و(مجيد) من خلال مذاكرة الدروس أولاً، ثم لعلاقة عاطفية تنشأ بينهما، ثم تتطور هذه العلاقة نحو الزواج لكنها تصطدم بعنف وقوة وتجد نفسها أمام طريق شديدة الحلكة بسبب عداء قديم توارثته الأسرتان، مرده إلى أن رجلاً من أسرة الشاب طلق عمتهم، وقد تعدت هذه المقاطعة الزواج لتشمل كل نواحي الحياة..وبدل أن يتدرج القاص بلحظة التأزم نحو الانفراج سار بالقصة نحو حدث ثان، ذي أهمية.فقد أنشأ قصة جديدة بين الشاب (مجيد) والخادمة (عزيزة)، وكأنما بتر الحدث الأول بترا، ثم مضى يوضح الحدث الثاني وأن (عزيزة) الخادمة معقدة من لونها الأسود وبلوغها سن اليأس، لذلك عندما كاشفها (مجيد) بحبه لها، وعزمه على خطبتها انخدعت وأجابت على الفور "إنني أحبك" أحبك إلى الأبد ويأتي الحدث الثاني ليعبر عن سقوط ثان مريع، فني وفكري وقع القاص فيه.عندما أدرك الشاب (مجيد) أن (عزيزة) التي يناجيها لا تعدو أن تكون خادمتهم الزنجية المسنة صدم صدمة عنيفة توفي على أثرها.وهنا يمكننا أن نتساءل أهذا الحب الذي قاد القاص بطل قصته إليه ليعبر به عن استحالة زواج الأبيض بالأسود هو المعنى القصصي الذي يسعى إليه؟ فإن كان كذلك فإنه قد جسد موقفاً عنصرياً، وهو الأمر الذي حاربه طوال حياته.أما إذا لم يقصد إلى ذلك فقد سقط من دون أن يدري في منزلق خطير، حيث محا طبيعة العلاقة العاطفية التي لا تنظر إلى جمال المادة بقدر شغفها بطهارة الروح، كما وقع فنياً بحيث فقد عنصر التركيز على الحدث الأول الرئيس، وكان بإمكانه أن يستغل عداء الأسرتين ويخلق صراعاً عنيفاً وحاداً بين جيلين متناقضين تماماً وينتصر للأفكار المستنيرة التي تتجاوز ثأر الماضي إلى الأخذ بطبائع الحياة الجديدة.أما قصة "بحيرة الزيتون" لأبي العيد دودو، فإنها عالجت موضوع إيمان الشعب الجزائري بالثورة المسلحة، والعمل الفدائي والنضالي في صفوفها، وقد صور القاص هذا الحدث بطريقة التتابع الزمني، أي تتابع المقدمة ثم العقدة ثم الحل، حيث مهد بمرض (شريفة) أم (فاطمة)، وذلك لكي يبرز الأثر السلبي للمستعمر في وضعية الإنسان الجزائري.ويعد (الشيخ محمود) الشخصية الأدبية التي استخدمها القاص للتعبير بها عن أفكاره، فالشيخ متقدم في السن ينتقل من مكان إلى مكان داعياً الناس للالتحاق بصفوف الثورة في الجبل، يقدم المساعدات للأسر الضعيفة ما استطاع.وتدرج الحدث القصصي آخذاً في التطور، إلى أن وصل إلى ذروته عندما التقى الشيخ محمود بدورية من جند الاحتلال في غابة الزيتون فسارع أفرادها إليه ثم جرجروه فوق الأرض.وكان الكاتب بارعاً في عرض الأحداث، وخاصة حين عرض قبول العجوز (شريفة) مساعدة الشيخ، وذلك بعد أن دفعت بابنها إلى الجبل للانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، وكذلك اختيار القاص غابة الزيتون ميداناً للحدث، فإنه يتضمن دلالات عديدة كالإخاء والسلام والأصالة كما تؤكد هذه الصورة معنى التلاحم العضوي بين التجربة والتعبير .واستخدم أبو العيد دودو في قصته "جاء دورك" أسلوب التذكر والاقناع، إذ يمارس كل من ذكرى استشهاد والد بطل القصة، وأحاديث زميله سعيد ضغطاً قوياً على مشاعره الوطنية، ففي الحالة الأولى كلما تذكر استشهاد والده على يد أفراد جيش العدو تنامى إحساسه بالحقد على جنود العدو، بينما في الحالة الثانية فقد كان (زميله سعيد) يثيره بأسئلته الاستفزازية والتي تعمق في نفسه حبه لوطنه والثأر لوالده وقد بلغ الحدث ذروته عندما جاء خبر التحاق زميله (سعيد) بالجبل، ولكنه بعد تردد قرر الالتحاق به، وقد أحس أن دوره حان للمساهمة في حرب أعداء شعبه وقاتلي والده.وعبر عن إحساسه بدنو الاستقلال، وهو يصعد الجبل في قوله (وحين غادرت الدار، وبدأت أصعد الجبل، شعرت أن الفجر قد أشرق في بلادي .وفي قصته (الظل) ، يجعل الظل رمزاً للخيانة الوطنية والاستسلام المطلق لأوامر أفراد الجيش الفرنسي، وهو الموضوع الذي يعالجه الحدث عموماً، ويبلغ ذروته عندما اكتشف أحد الخونة الملجأ الذي اختبأ (الزبير) ورفيقه (خليفة) فيه.وقد دارت معركة عنيفة بينهما، وبين أفراد الدورية انتهت باستشهادهما بعد أن أصابا عدة أفراد من الدورية الفرنسية..ومهد أبو العيد دودو لقصة "سامر الحيّ" بحديث طويل عن اهتمام بطل القصة بالأدب وشغفه بإنشاده على زملائه، كلما جاؤوا إلى