تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المقهى الذي اعتاد الجلوس فيه، وتبرز قدرته الوصفية في تعبير "الشاعر" عن جمال الفتاة، وحينما وصف القاص ملامح الشاعر الخارجية وصفا يتفق مع انكسار نفسيته.

عندما قامت الفتاة، وأدرك أنها عرجاء، أصيب بذهول شديد وخيبة أمل كبرى، ولم يوقظه من ذهوله إلا صوت زملائه الذين أتوا إلى المقهى وقد مضى على انصراف الفتاة نحو ربع ساعة، فأحس بالاطمئنان عندما استرد وعيه، وتذكر أنه أعرج مثلها منذ سنوات عديدة..

ومهد لقصته "الشفة السمراء" .

بعرض الأعمال التي يكلف بها الأطفال من طرف زوجات الآباء، والحديث المطول- على لسان راوية الأحداث (يمينة) لموت صديقتها (صافية).

وتدخل القاص عدة مرات وبأسلوب مباشر خصوصاً حينما وصف وضعية بطلة قصته، ومع ذلك فقد أتقن عرض وضعها الاجتماعي وقسوة زوجة والدها.

وهكذا قامت الراوية بدور الشاهد في القصة، وذلك لعلاقتها بالصافية، قبل سقوطها في البئر، وهي تبحث على نبته "الببراس" لتأكلها، فقد كانتا تذهبان معاً إلى الجبل لتحتطبا كما كانتا تذهبان معاً إلى "العين" لتجلبا الماء .

واعتمد من حين إلى آخر على أسلوب الاعترافات، حيث اعترفت (الصافية) لصديقتها (يمينة) ببؤس وضعها الاجتماعي وأثره في نفسها وجسدها الذي أصابه النحول والهزال، وذلك كلما سألتها، كإجابتها هذه "لقد مضيت إلى الشعبة أبحث عن بقلة آكلها إني جائعة..

وفي القصة حدث، كان يمكن للقاص أن يستغله لصالح (الصافية)، وهو ذهاب خطيبها إلى قرية (الميلية) ليجمع الصداق الذي اشترطته زوجة والدها، وهو لا يخلو من إشارات إيحائية في القصة، فقد كان يمكنه أن يقوم بدور المنقذ، غير أن القاص أبى إلا أن يعمق الرأي العام حول مكرزوجات الآباء، وذلك بسقوط الصافية في البئر في أثناء اقتلاعها نبتة "الببراس"، وبسقوط (الصافية) في البئر بلغ الحدث قمته، حيث يتدرج نحو النهاية بعد عجز سكان القرية عن استخراج (الصافية) من البئر بسبب شدة الظلمة، وهو موقف غريب من سكان القرية فكيف ينتظرون إلى الغد بسبب الظلمة، وكان بإمكانهم أن يشعلوا النار ليلاً، حول الحوض، وهو الأمر الذي فعلوه في الصباح.

ووفق في توظيف شخصية (يمينة) صديقة (الصافية) بطلة قصته، وهذا النجاح جعل قصته تمتاز بالصدق والعفوية.

واصطنع في قصة

"دار الثلاثة" لعبة شعبية مشهورة بين الريفيين لتصوير الحدث القصصي، وهي ترمز إلى أن بطل القصة (سعيد) كان هدفاً لثلاثة أطراف: قسوة والدته، ونبات العليق الذي مزق ثوبه، وابن خالته (بوخميس) الذي شتمه وعيره بقوله: "كبير وتتبعني كالكلب" ، كما وفق في توظيف أسلوب الحوار الداخلي، خصوصاً عندما كان سعيد يتحدث إلى نفسه، وهو ينتظر في المقهى انتهاء ابن خالته من لعبة الورق، وكان يأمل من ابن خالته (بو خميس) أن يمنحه ما يحتاج من المال، وتظهر براعة الكاتب في استخدام هذا الأسلوب في هذه الفقرة" أين وضع ولد خالتي فلوسه؟ لا شك أن القطع الصغيرة في هذا الجيب الذي هو عن يساري.

أما الأوراق الكبيرة فهي داخل سترته..

في صدره.

لو كنت مكانه..

مكان ذاك اللاعب لما فتحت هذه الدار فلا فائدة منها، من السهل على الآخر أن يسدها.

أراه لا يعرف اللعبة جيداً، هو نائم، ها هو ولد خالتي يبحث عن جيبه.

سينفحني بقطع صغيرة" ..

وتعد مقدمة قصة "معدن الكلمة" ، من أهم المقدمات الفنية الإيحائية فهي تحتوي على معظم عناصر الحدث ولكنها غير نامية، وفيها تظهر بعض ملامح البطل (أبي صعدة)، ترد على لسانه في قوله (لا أحبّ الصعود الذي يكلفني حركة وعرقاً..

ويبلغ الحدث القصصي ذروته عندما تعصف ضائقة بأبي صعدة، ويضطر على أثرها إلى استدعاء (أبا عجينة) لأخذ نصيحة ثانية تزيده ارتفاعاً ومكانة وشهرة من دون أن يبذل أي مجهود فكري أو عضلي، ولكن صديقه ينصحه بسرعة الاقلاع عن تصرفاته الشاذة والكف عن السطو على كتابات أستاذه المتوفى، ويسخر من عمله، ولكن أبا صعدة يرفض ويعد النصح حقداً وحسداً على المكانة التي حققتها له مقالاته المنشورة باسمه.

ويفاجئنا الكاتب في تصوير النهاية إذ كنا نتوقع أن (أبا عجينة) يستكشف سر (أبي صعدة) في الصحافة، ويبين أن المقالات التي تحمل توقيعه إن هي في الأصل إلا مطبوعات دراسية لأحد أساتذته المتوفى منذ سنوات، ولكننا فوجئنا (بأبي صعدة) بعد خروجه من عمارة مكتبه يتمثل في خاطره مقال جديد بعنوان: مع الرجعية" فهذه الفكرة كان الأجدر أن ترد على لسان أبي عجينة.

إذا كان الطاهر وطار يعد من أغزر كتاب القصة القصيرة الذين برزوا خلال سنوات الحرب التحريرية، وتميزت تجربته القصصية بحدة المعالجة وإثارة المواضيع الحساسة

/ 94