تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وكنا نأمل أن يتطور الحدث نحو حل أنسب لظاهرة سقوط ورق الشجرة، وموت الشابين بطريقة واحدة.

على أن النص القصصي يتوافر على فنيات جميلة، من ذلك هذه الجملة الشعرية التي كررها عدة مرات، وذلك كلما لدغت الأفعى أحد شخصياته: "وصاح صيحة، بلغ حر الصيف صداها، ويبس في مكانه جثة هامدة..

وتعد قصة "الأشعة السبعة" ، ومن أجود النماذج القصصية الجزائرية، وأنجحها، إنها تعبر عن الصراع المصيري القائم آنذاك بين الإنسان المحلي والقوى الخارجية عدا ما فيها من التماسك الفني والبعد الدلالي..

ويرمز شروع ابن هدوقة في سرد قصته من عقدتها إلى شذوذ العلاقة القائمة بين المستعمر والمستعمر، وأن أي مسعى لخلق رابطة طبيعية بينهما مستحيلة وغير ممكنة، وقد عبر عن فكرته هذه بالطفل الأبكم ، الذي استعصى علاجه على كل الأطباء .

وبهذه المقدمة عبرت القصة عن بلوغ الحدث إلى ذروته، ثم عاد ابن هدوقة إلى الخلف، ووصف طفولة الطفل وجماله والبيئة الأسطورية والاجتماعية التي ولد فيها، فقدم تفسيراً لمرض الطفل يختلف عن تفسير الأطباء وتقاريرهم هو أقرب إلى التفسير الخرافي، ويتضح من خلاله أن عاهة الطفل ليست فطرية، وإنما هي ناتجة عن حالة نفسية سببتها الصدمة التي أصيب بها في أثناء غرق والدته في البحيرة، حيث شاهدها وهي تغرق من دون أن تستطيع فعل أي شيء.

ولذلك فإن علاج الطفل لا يكون إلا بحادث قوي وعنيف يهز أعماقه ويكون شبيهاً بحادث موت والدته، وقد ظل الطفل مشدوداً روحياً لجسد والدته الذي استقر في قاع البحيرة.

وهذا ما يفسر تردده الدائم إلى البحيرة والتأمل في مياهها ساعات طويلة.

بعد ذلك تنحدر القصة نحو النهاية الغنية بالدلالات، والايحاءات، حيث يمر سرب من الغربان -وهو رمز شر ونذير شؤم- فوق سماء البحيرة تبعه سرب من الطائرات الحربية رآها الطفل الذي كان يتسلى بسقي جوانب البحيرة، ورمي الأحجار السبعة ، وبينما هو يستعد لرمي الحجر السابع، إذا بقنبلة كبيرة تقع وسط البحيرة، فاندفع الماء من أعماقها نحو السماء، وفي تلك الغمرة الغامرة رأى "فتاة عذراء" رأسها شمس ذات أشعة سبعة ارتفعت مع دفقات الماء إلى السماء عالياً ورأى نور تلك الشمس يغمر الأرض والسماء فصاح بكل قواه أمي .

وهكذا مزج الكاتب بين الواقع الأسطوري الذي يؤمن به سكان القرية ولم يستطع الأطباء أن يجدوا له علاجاً علمياً، وبين حقيقة الواقع الذي يؤمن به المثقف الوطني، فهو يؤمن بأن استعادة الحق الطبيعي لا تكون إلا بقوة السلاح وتغيير الأوضاع من أساسها.

كما اعتمد ابن هدوقة في رسم حدث قصته على الرمز والإيحاء، والعبارات الشعرية، فالطفل يرمز إلى جيل ثورة نوفمبر الجديد والذي صمم على استعادة حقوقه الطبيعية، ويقابل هذا في القصة تردده على البحيرة كل صباح رغم تحذير والده، كما كان يحلم بعودة الأم التي افتقدها وهو صغير..

وهي هنا رمز واضح للأرض التي هي الجزائر كما أن والد الطفل هو رمز للجيل الذي سبق قيام الثورة، الجيل الذي تملكه اليأس فاستكان لإرادة القضاء، بينما العفريت الذي سكن البحيرة، وتحول مع مرور الزمن إلى أسطورة آمن سكان القرية بجبروتها فهو رمز للمستعمر الذي تحول في نظر عقول كثيرين إلى خرافة لا يمكن أن تواجه..

ولكن هذه الخرافة التي سيطرت على عقول السكان طيلة سنوات كثيرة وأجيال عديدة، تبددت وتلاشت، وامحت عندما اندلعت نيران الثورة التي كانت القنبلة رمزاً لها، والأشعة السبعة رمزاً لسنواتها .

بينما ترمز الحجارة إلى الوسائل الضعيفة والإمكانات القليلة التي بدأت بها الثورة، وترمز السواقي التي رسمها الطفل على جوانب البحيرة إلى الجداول الدموية التي انسكبت من أجسام الجزائريين، وقد أنبتت جيلاً مؤمناً بحرية الوطن واستقلال شعبه، كما أنبتت مياه السواقي نباتاً أخضر على جوانب البحيرة.

ومع أن ابن هدوقة استعمل أسلوبين في تصوير أحداث قصته أحدهما يقوم على الواقع الأسطوري، والثاني على الواقع الحياتي والعلمي، فإن نجاحه في التعبير عن أفكاره كان كبيراً، وتجلى ذلك من خلال ربطه الموفق بين الأسطورة وبين أحدث أسلحة الدمار المستعملة في الحرب آنذاك، وهي الطائرات ، ويدل هذا على الثراء الفني والموهبة الأدبية، وغير ذلك مما يتمتع به هذا الكاتب الفذ.

وكذلك تبدأ قصته "منتصف النهار" ، بتصوير الحدث من عقدته، حيث التأزم والذروة.

لقد رجع (حميدة) إلى بيته، فرآه مهدماً، فاعتقد أن زوجته قد خانته، وتعاونت مع أبناء قوميتها الفرنسيين على هدمه، وتتضمن هذه الفقرة التي تصدرت النص القصصي إشارات إلى الغرب الاستعماري

/ 94