تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

توصية" للسلطة التي تستخدم قوتها المادية، ونفوذها، فتكون بذلك أداة طيعة للظواهر اللاشرعية، كما ترمز شخصية (أبو مرخوفة) إلى تفكك شخصيته وضعفها من جميع جوانبها، ولذلك فهو غير مؤهل ليشغل أي منصب في المؤسسة التي أرسله إليه قريبه أبو هراوة .

وقد يوجه القاص بعض الكلمات القاسية لشخصياته حتى يوقظ ضمائرهم، فأبو مرخوفة استيقظ ضميره في نهاية القصة، بعد أن وجهة إليه (سكرتيرته) أمرّ الشتائم وأقساها، كقولها عندما هددها بالطرد، "تطردني عندما يكون مكانك هنا "، وكذلك قولها "إنك لاتصلح لشيء" .

ومن طرق القاص الرمزية إطلاق بعض أسماء الطيور والحيوانات على الشخصيات لتدل على الوسط الاجتماعي الذي ينتسب إليه كل شخص: "الرحلة، والرقمة، والحمامة، والنعامة، والهدهد، والقنفذ" .

كما يوحي اسم بطل قصة "أبو شفة" بأنه على شفا حفرة، ففي نهاية القصة غرق في الوادي ؟ وعبرت شخصية (فاتح) في قصة "دخان من قلبي" ، عن المرحلة الأدبية الأولى لحياة الطاهر وطار ببعديها الفني والفكري فقد تمحورت حول الموضوعات العاطفية والذاتية، بينما تميزت بالتأثر بالمذهب الرومانسي على صعيد الفن، وفي نص إهداء المجموعة الأولى دليل قوي على ذلك .

وقد استخدم الطاهر وطار عنصر السرد القصصي على لسان (فاتح) الشخصية الرئيسة في القصة مما قرب الحدث من الواقع، وكأنه عبارة عن إحدى تجارب الكاتب نفسه، كما أن هناك شبهاً كبيراً بين (فاتح) الشاعر الأديب المحرر في إحدى الصحف وبين الطاهر وطار الذي كان يشتغل خلال زمن كتابة القصة في منصب محرر بجريدة الصباح التونسية، وقد اهتم القاص في أثناء تدرج الحدث القصصي بتصوير المشاعر العاطفية التي كان يتخيلها نحو فتاة تدعى (زهيدة) كانت تتردد على زميله المصور، والطريف المثير في هذه المرأة أنها في لقائها معه في المقهى تقدم له خطيبها رؤوف فتنهار أحلامه وأبراجه لحظة واحدة، وقد عبر عن إحساسه هذا بقوله: "شعرت بالألحان التي تنسكب من قلبي..

تحولت إلى دخان..

بقلبي العازف يشوى في زمهرير" .

أما في قصة "الطعنات" لوطار فتظهر العناية بتصوير بطلها من الداخل على طريق التداعي والحديث النفسي، مما يرينا اضطراباً عنيفاً، ونقداً مريراً للأوضاع، حيث عمت موجة الفساد، وكثرت مظالم الجنود ضد أبناء وطنهم ومصالح شعبهم، وأدخل الخونة -ممن أتيحت لهم فرصة التسلق- في المناصب الإدارية بدل الكثير من المجاهدين والجنود الشرفاء الذين أودع بعضهم في غياهب السجون .

إن اهتمام القاص بتصوير شخصيته من الداخل ليدل على شعوره بفظاعة المفارقة بين مبادئ الثورة، والمصالح التي حققها عهد الاستقلال لفئة الانتهازيين والمستغلين، ولذلك فإن شخصيته ظلت تحترق وتكتوي على امتداد النص القصصي.

كما نجح وطار أيضاً في رسم شخصية الصحفي في قصته "الخناجر" ، رغم أنه اعتمد في سرد الحدث على ضمير الغائب حتى يبعد نقاط الالتقاء وأوجه الشبه التي بينه وبين شخصية قصته، إذ أن الطاهر وطار مارس مهنة الصحافة كمدير ورئيس تحرير لجريدة، الجماهير سنة 1963، وهي السنة نفسها التي كتب فيها قصته ، وتعرض للظروف نفسها التي تعرضت لها شخصية الصحفي في قصته.

ولعل هذا هو الدافع الذي جعله يركز على إبراز شخصية الصحفي المعنوية، وظروفها الاجتماعية.

وأنه اتخذ من مكتبه مكتباً وداراً، فهو يأكل وينام، ويحرر مقالاته فيه، وقد صور الكاتب إهمال الصحفي لنفسه وعدم اهتمامه بنظافة جسمه دلالة على تفانيه وإخلاصه لمهنته، وكانت أعماقه تحترق كما تحترق السيجارة بين شفتيه الجافتين .

كما ركز تصوير مواقف (الصحفي) من ممارسات بعض المسؤولين التي تشوه سمعة الثورة، وتحبط تقدمها، وكذلك ركّز على الفئة الاجتماعية التي اختار الانتماء إليها، ليمارس نضاله بين صفوفها كمثقف ثوري ..

خصوصاً أفكاره الجريئة التي تنتقد الانحرافات السياسية الخطيرة التي تهدد مسار الثورة، ومصالح الشعب وقد جلبت له هذه الأفكار غضب المسؤولين وسخطهم عليه وعلى جريدته.

وفي الحوار التالي بذور أفكار قصة "الشهداء" يعودون هذا الأسبوع": -ثم رن جرس الهاتف..

فوضع القلم -هنا الديوان؟ -وهنا رئاسة التحرير..

رئيس التحرير المدير نفسه ماذا؟

-كلفت بأن أبلغكم

-ماذا؟

-السخط على مذكراتكم الأخيرة

-ولماذا؟

/ 94