عرّجوا: ميّلوا. و أفلح: فاز: و أجن الماء-بفتح الجيم- تغير لونه و طعمه فصار كريهالمذاق. و اندمجت على كذا: انطويت عليه. والمكنون: المستور. و الأرشية: جمع الرشاء-بكسر الراء- الحبل. و الطوي: البئر. و البعيدة: العميقة.
الإعراب:
كالزارع خبر لمجتني. و هيهات اسم فعلبمعنى بعد. و اللتيا و التي جر بالإضافة، واللام مفتوحة في اللتيا، و يعبر بهاتينالكلمتين عن الأهوال كبارها و صغارها، وقيل: اللتيا للهول الصغير، و التي للهولالكبير.
المعنى:
(أيها الناس شقّوا أمواج الفتن بسفنالنجاة، و عرّجوا عن طريق المنافرة، وضعوا تيجان المفاخرة). هذه الخطبة قالهاالإمام بعد أن حدث ما حدث من أمر السقيفة وبيعة أبي بكر، و محاولة أبي سفيان إثارةالفتن و القلاقل، و يأتي التفصيل. والمفاخرة و المنافرة بمعنى واحد، أومتلازمان لأن المفاخرة النفرة و العداء. والفتن كأمواج البحر تؤدي الى الغرق والهلاك، و أية وسيلة يكون بهما الخلاص منالفتن و محارم اللّه سبحانه فهي سفينةالنجاة و السلام.. هذه كانت نصيحة الإمامللمسلمين حين بويع أبو بكر بالخلافة، و كلحياة الإمام نصح و تضحية من أجل الاسلام.لقد كان يرى الخلافة حقا له لا يجوز أنتصرف الى غيره كائنا من كان، و كان فيالوقت نفسه يرى ان مصلحة الاسلام أهم و فوقكل شيء. قال الأديب الشهير طه حسين في كتاب «علي وبنوه»: «كان علي ربيب النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم و صاحب السابقة في الاسلام، وصاحب البلاء الحسن الممتاز في المشاهدكلها، و كان النبي يدعوه أخاه، حتى قالت لهأم أيمن ذات يوم مداعبة: تدعوه أخاك وتزوجه ابنتك و قال له النبي: أنت منيبمنزلة هارون من موسى،