جملة حجزته خبر إن. و يعود بمعنى يصير، وأعلاكم مفعول.
المعنى:
(ذمتي بما أقول رهينة، و أنا به زعيم). أيكل ما أقوله و أحدثكم به أنا مسئول عنه، ومأخوذ به، و كفيل بأنه واقع لا محالة، و هو:1- (ان من صرحت له العبر عما بين يديه منالمثلات حجزته التقوى عن تقحم الشبهات). منيتعظ بما رأى و سمع عن الدهر و ضرباته، ودولاب الحوادث و دوراته- يحجم و يقف عندمظنة الخطيئة و العقوبة فضلا عما هو صريحفي المنع و التحريم، و من أقواله: «و لا ورعكالوقوف عند الشبهة، و لا زهد كالزهد فيالحرام» و في الحديث: إنما الأمور ثلاثة:أمر بيّن رشده فيتّبع، و أمر بيّن غيهفيجتنب، و أمر مشكل فيردّ حكمه الى اللّه،و في حديث ثان: من ترك الشبهات نجا منالمحرمات، و من وقع في المحرمات هلك من حيثلا يعلم، و في ثالث: الوقوف عند الشبهة خيرمن الاقتحام في الهلكة. و نحن نعرف أفرادا يضفون من تلقائهم ثوبالشبهة على الحرام الصريح ليبرروااقتحامهم و جرأتهم على الحرام. 2- (ألا و ان بليتكم قد عادت كهيئتها يومبعث اللّه نبيه صلّى الله عليه وآلهوسلّم). يريد ان المسلمين آنذاك تماما كماكانوا في الجاهلية الجهلاء تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى على ما فيهم من سائر العيوب.. وتكلم كثيرون عن السبب الموجب لتأخرالمسلمين، و وضع بعضهم المؤلفات في ذلك، وفسروه بالفرقة و الشتات، و المخالفة عنأمر الإسلام و عدم الالتزام بأحكامه وتعاليمه، و كلام الإمام عليه السلام يومئالى ذلك، لأنه ربط و لازم بين عدم التقوى والبلية، و آيات القرآن أكدت هذا المعنى،