فی ظلال نهج البلاغة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
انصرف عنه كان له فأبلغ في الكيد.. و سألمعاوية عمرا عما يريده ثمنا لانضمامه اليهفطلب أن يطعمه مصر حياته، و استكثر معاويةهذا الثمن.. ثم اتفقا على ذلك، و كتب بهذاالاتفاق بين الرجلين عهد مؤكد». (فلا ظفرت يد البائع). و هو ابن العاص، وكيف تظفر يد ظفر الاثم بصاحبها (و خزيتأمانة المبتاع). و هو معاوية، و المرادبالأمانة هنا حقوق المسلمين، و بالخزيالذل و الهوان، و فيه إيماء الى ان ما منأمة يقودها الخونة إلا ضربت عليها الذلة والمسكنة، و استهان بها القريب و البعيد، والقوي و الضعيف، و أصبحت أكلة لكل آكل، وغرضا لكل طامع كما هو شأن العرب اليوم..قهرهم اليهود على قلتهم، و صاروا أذلالشعوب و الدول و الأمم.. و لا سر إلا خيانةالقائد و فساده. و بعد، فإن من تتبع و قرأ سيرة معاوية وصاحبه ابن العاص يعجب كيف يصنع حب الدنيابالإنسان.. و لكنه يذهل عن نفسه و عن الكثيرمن معارفه الذين يتنافسون في الدنيا، ويتكالبون على حطامها، و يبيعون دينهم لكلمن يدفع الثمن.. و هؤلاء موجودون في كل عصر،و في كل فئة دون استثناء.