فی ظلال نهج البلاغة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يقولون ما لا يفعلون إلا مع الخوف والرهبة (ما عزت دعوة من دعاكم). لأنكم لاتجيبون داعيا، و لا تسعفون شاكيا. (و لا استراح قلب من قاساكم). كأنّ الإمامعليه السلام يجيب بهذا سائلا يقول: لما ذايترك الإمام أمر الجهاد و الحرب لهم ولقناعتهم، و لا يجندهم بالقهر و القوة بدلأن يقف فيهم منذرا و موبخا من غير جدوىتماما كوعاظ المساجد أ ليست السلطة فييده، و الأمر له وحده. فأجاب عليه السلام بأنه لو قسا عليهم، وأخذهم بالشدة من أجل الجهاد لشقوا عصاالطاعة، و كانوا عونا للعدو عليه.. و أشرنافي بعض ما سبق الى ان طريقة الاسلام فيالجهاد ان يحث عليه، و يبين منافعه وحسناته، ثم يترك الأمر لقناعة الانسان،لأنه لو أرغمه عليه لربما أضمر السوء، وسعى في الفتنة و تفريق الصفوف، و قد يؤديبه الى التآمر مع العدو. (أعاليل بأضاليل). يبررون قعودهم عنالجهاد بعلل عليلة واهية، كلها نفاق وتضليل (و سألتموني التطويل دفاع ذي الدّينالمطول). رغبوا الى الإمام في تأخير الحربو الجهاد، و لا مبرر إلا التسويف والمماطلة تماما كالمدين الواجد يدافعغريمه و يماطله بلا عذر.. و العدو قد جاسخلال الدار، و أكثر من القتل و الدمار، والتأخير في حربه يمكنه من بلوغ أهدافه وأهوائه. (و لا يمنع الضيم الذليل) بعد أن هانت عليهنفسه، و آثر الحياة مع الذل و الهوان علىالموت مع العزة و الكرامة (و لا يدرك الحقإلا بالجد) تماما كالعلم، هذا بالسهر والمضي في البحث و التنقيب، و الدرس والسؤال مع الصبر على الفقر و الفاقة، و ذاكبالدفاع باللسان و القلم و بالإضراب والمظاهرة، و بالثورة و التضحية بالنفس والمال و الأهل ان اقتضت الحال. (أي دار بعد داركم تمنعون). أتاهم الإمامعن طريق إحساسهم و شعورهم، لأن وطنالانسان نفسه و كرامته، و من استهان بوطنهفقد استهان بنفسه و كرامته، بل و بدينه وعقيدته، لأن حب الوطن من الايمان (و مع أيإمام بعدي تقاتلون).. أبدا و لا إمام، لأنهملا يريدون القتال من الأساس، و يؤثرونالراحة و الكسل على الجهاد و العمل. (المغرور و اللّه من غررتموه) لأنكمكالسراب تقرّبون البعيد، و تبعدون