فی ظلال نهج البلاغة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قد يكون في هذا شيء لها من الشفاعة عنداللّه. أما المرائي الذي يتاجر بالدين فإنه يغش ويخدع في وظيفته، و يكذب و ينافق في مظهره والستر على عيوبه، و مع هذا يتوقع من الناسالتقدير و الاحترام.. فأيهما عند اللّه والضمير الانساني أفضل، أو أرذل: هو أو هيالتضليل المموه أو الخطيئة المكشوفة. (قد طامن شخصه). أظهر التواضع الكاذب الدالعلى جبنه و خسته، و ضعفه و ضعته (و قارب منخطوه). مشى بهدوء ليعدّ من الصالحين (و شمّرمن ثوبه). يظهر الاحتياط من النجاسة والعمل بآية «و ثيابك فطهر». (و زخرف من نفسه للأمانة). أحاطها بهالةكاذبة من النزاهة و الأمانة كي يخفي مافيها من الدناءة و الخيانة (و اتخذ ستراللّه ذريعة الى المعصية). قال الإمام عليهالسلام: كم مستدرج بالاحسان اليه، و مغروربالستر عليه، و مفتون بحسن القول فيه، و ماابتلى اللّه أحدا بمثل الإملاء.. فالحذرالحذر، فو اللّه لقد ستر كأنه قد غفر. 4- (و منهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولةنفسه). يلتقي هذا الرابع مع الأول في الضعفو العجز في قلة المال و عدم الأعوان، ويفترق عنه في أن الأول صرف النظر عنالرئاسة و السمعة و الشهرة بعد أن أيقنبالعجز، أما هذا الرابع فلم يصرف النظر عنالسمعة و الشهرة، و استعاض عن المال والأعوان بإظهار الزهد في الدنيا زورا ونفاقا، لأنها هي التي زهدت فيه، أما هوفأحرص الناس عليها.. و قال الإمام عليهالسلام: أفضل الزهد إخفاء الزهد.. و لا زهدكالزهد في الحرام.. و ليس من شك ان الرياءمن أكبر الكبائر. (و انقطاع سببه). أي لا يملك شيئا من أسبابالرئاسة و السمعة و الشهرة (فقصرته الحالعلى حاله). أرغمه العجز ان يقتصر على الحالالتي هو عليها من حيث قلة المال و عدمالانصار، و سلك طريق الدجل و الاحتيال (وتزين بلباس أهل الزهادة، و ليس من ذلك فيمراح و لا مغدى). الرواح الذهاب في العشي، والمراح اسم مكان الرواح، و الغدو الذهابفي الصباح، و المغدى اسم مكان الغدو، ويقال: «ما ترك فلان من أبيه مراحا و لامغدى» اذا اشبهه في كل شيء. و قصد الإمامعليه السلام ظاهر، و هو ان هذا المرائي ليسمن الزهد و أهله في شيء، و إنما هو دجالمحتال.