فی ظلال نهج البلاغة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قال ابن أبي الحديد: «قد تظافرت الأخبارعن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمحتى بلغت حد التواتر بما وعد اللّه تعالىقائلي الخوارج من الثواب». بل تظافرتالأخبار عن النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم في ان على كل مسلم أن يقاتل مع عليعليه السلام كل من قاتله أيا كان و يكون..من ذلك قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم:«سيكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزمواعلي بن أبي طالب، فإنه أول من يراني، و أولمن يصافحني يوم القيامة، و هو الصديقالأكبر، و هو فاروق هذه الأمة، يفرق بينالحق و الباطل، و هو يعسوب المؤمنين». رواهابن عبد البر في (أسد الغابة) ج 5 ص 287 طبعةمصر سنة 1285 ه، و أيضا رواه المتقي الهنديفي (كنز العمال) ج 7 ص 305 طبعة حيدر آباد سنة1312 ه، و رواه آخرون. أنظر كتاب (فضائلالخمسة من الصحاح الستة).. و لا يختلف اثنانفي قول الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «يا علي لا يحبك إلا مؤمن، و لايبغضك إلا منافق». فكيف بمن جيّش الجيوشلحربه و قتله و قتاله.. و على أية حال فإنالذين اعتذروا عن عائشة و معاوية و طلحة والزبير- لم يعتذروا عن الخوارج، و أجمعواعلى مروقهم من الدين. (قد طوّحت بكم الدار). أى تهتم عن الحق، وهو أمامكم ظاهر للعيان (و احتبلكمالمقدار). أي ان أوضاعكم و تفكيركم الخاطئأوقعكم في الحبالة، و هي شبكة الصيد (و قدكنت نهيتكم عن هذه الحكومة) و هي قبولالتحكيم، و تقدم في الخطبة 35 بالنص الحرفي(حتى صرفت رأيي الى هواكم). و لو أصر الإمامعلى رأيه لوقع في محذور أشد، لأنهم سفهاء وأجلاف، و أشرنا فيما تقدم ان بعضهم هددبتسليم الإمام الى معاوية اذا لم يوافقعلى التحكيم.. و من البداهة ان العاقليختار أهون الشرين، و يدفع الأشد بالأخف،و قوله: «أنتم أخفّاء الهام سفهاءالأحلام» يومئ الى ذلك.