ما تنتظرون «ما» للاستفهام الإنكاري، ومحلها الرفع بالابتداء، و أما أداة عرض وتحضيض، و قيل: هي كلمتان: الهمزة للاستفهامو «ما» للنفي، و مستصرخا حال، و مثلهمتغوثا، و تكشف مضارع، و الأصل تتكشف.
المعنى:
كان الصحابة من المهاجرين و الأنصار معالإمام عليه السلام ضد معاوية و أصحابالجمل و النهروان إلا شذاذا، منهم النعمانبن بشير الأنصاري، و كان انتهازيا مرتزقا،يبيع دينه و ضميره لأي شيطان يدفع الثمن، وكان من المقربين عند عثمان، و لما قتلعثمان أخذ النعمان قميصه و أصابع زوجتهنائلة، و باعهما الى معاوية، فعلّق معاويةالقميص و عليه الأصابع ليستثير أهل الشام.و قد عمل النعمان أميرا على الكوفةلمعاوية، و من بعده ليزيد.. و في ذات يومجهزه معاوية بالسلاح و الرجال و أمرهبالغارة على عين التمر في العراق، و لماورد الخبر بذلك الى الإمام استنهض الناسفتثاقلوا و تجاهلوا، فقال: (منيت بمن لايطيع إذا أمرت، و لا يجيب اذا دعوت). تفيضهذه الكلمات بالأسى و الألم، و مثلها كثيرفي كلام الإمام عليه السلام و ما ذاك إلالأنه كان يهتم برعيته و بالانسان أينماكان أكثر من اهتمامه بنفسه و أهله، و لكنما يصنع و بأي شيء ينفذ الحاكم سلطانهاذا كانت القوى المعدة للتنفيذ تسمع و لاتجيب و كل ما لاقاه الإمام و قاساه من جندهو أصحابه- تجمعه و تحكيه كلمة واحدة،