(كلمة حق يراد بها باطل). المراد بكلمةالحق قول الخوارج: «لا حكم إلا للّه». و لايختلف اثنان من المسلمين في أن تشريعالأحكام، و جعل الحلال و الحرام هو للخالقوحده لقوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّالِلَّهِ- 40 يوسف. و قوله: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِماأَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُالظَّالِمُونَ- 45 المائدة. و لكن الكلام في الباطل الذي أرادهالخوارج و هدفوا اليه من هذه الكلمة، أيشيء هو. و قد بيّن الخوارج أنفسهم الشيء الذيأرادوه من قولهم: «لا حكم إلا للّه» و هوقبول الإمام فكرة التحكيم، فقد سألهم ابنعباس: ما ذا ينقمون من أمير المؤمنينفقالوا: تحكيمه الحكمين. و عليه يكونالباطل هو قبول فكرة التحكيم من حيث هيبصرف النظر عن شخصية المحكّمين. و لكن الظاهر من قول الإمام: (هؤلاءيقولون: لا إمرة إلا للّه، و أنه لا بدللناس من أمير بر أو فاجر). الظاهر من هذاأن الباطل الذي أراده