إغلاق خبر ان، و وقتا مفعول مطلق لوقّت أيعينت أو ضربت، و مخدوعا حال، و الأمر عطفبيان من هذا، و الضمير في أنه للشأن.
المعنى:
(ان استعدادي لحرب أهل الشام- الى- أرادوه).قال المؤرخون: ان الإمام عليه السلام أرسلرسلا الى معاوية الواحد تلو الآخر يحذرهمن الشقاق و الفتنة.. و منهم جرير بن عبداللّه البجلي من أصحاب رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم. فقد أرسله الإمامليعظ معاوية و يحذره العواقب، و يطلب منهأن يدخل فيما دخل فيه المسلمون، و منهمالأنصار و المهاجرون، و لكن معاوية أسرف وماطل في جواب جرير، و لف و دار.. و لمااستبطأ أصحاب الإمام جريرا أشاروا عليه فيالنهوض لحرب أهل الشام، فقال: لا أبادرالحرب إلا بعد إلقاء الحجة و قطع المعذرة،و لو سقت الجيوش الى أهل الشام و رسوليعندهم لم تقم الحجة عليهم، ثم ما يدرينافلعلهم يؤثرون السلم و العافية. (و لكن قد وقتّ لجرير وقتا لا يقيم بعدهإلا مخدوعا أو عاصيا). كان الإمام قد ضربوقتا لرجوع جرير و عودته بحيث لا يتأخر عنهإلا لطارئ كخداع معاوية و تسويفه، أوعصيان جرير و مخالفته، و حتى الساعة ماتبين شيء من ذلك، و إذن (الرأي الأناة) والصبر (فأرودوا). ترفقوا و تمهلوا (و لاأكره لكم الإعداد). لا بأس أن تتهيأواللحرب، و تعدوا لها العدة حتى إذا دعتالحاجة كنتم على استعداد.. و هذا هوالتدبير الحكيم: ترك المبادرة الى الشر معالوقاية منه، و التحصن بالقوة لردعه ومنعه. (و لقد ضربت أنف هذا الأمر و عينه، و قلبتظهره و بطنه) تأملت مليا في موقف معاوية ووضعه، و درسته بدقة و امعان من شتى جهاته(فلم أر لي فيه إلا القتال أو الكفر بما جاءمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم). أبدا لنيحيد معاوية عن الباطل، و يستجيب لدعوةالحق إلا بالقوة، و إذن فما ذا يصنع الإمامعليه السلام هل يتجاهل و يسكت عن معاويةيحدث البدع، و يتلون في الدين، و يتخذهأداة لدنياه