فی ظلال نهج البلاغة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و من الذي يستطيع أن يغير من أخلاق زوجته وولده لكن محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّمتغلب على جميع هذه الصعاب بشخصيتهالعظيمة، و صبره على الشدائد، قالبرناردشو: لو كان محمد في القرن العشرينلقضى على ما فيه من ضلال و فساد (مستوفزا فيمرضاتك) أي مسرعا في طاعة اللّه، و منأقواله حين رماه أهل الطائف بالحجارةمخاطبا ربه «لك العتبى حتى ترضى.. ان لم يكنبك غضب عليّ فلا أبالي». (غير ناكل عن قدم). لا يتأخر و يجبن عمايرضي اللّه، و يحرص كل الحرص على طاعتهمهما تكن النتائج (و لا واه في عزم). قوي فيتوكله على اللّه، و في عزمه على أداءرسالته و في صبره على الشدائد في سبيل ذلك(واعيا لوحيك، حافظا لعهدك، ماضيا علىنفاذ أمرك). و لو لم يكن واعيا للوحي، وحافظا للعهد، و منفذا للأمر لم يكن أهلاللنبوة و الرسالة (حتى أورى قبس القابس).أعلن الحق و أوضحه و مهّد السبيل اليه لكلطالب و راغب، و ما ترك عذرا لمعتذر (و أضاءالطريق للخابط). أنار سبيل السلامة لمن ضلعنه (و هديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام). اهتدى به من كان يخبط حائرا فيظلمة الجهالة و الضلالة (و أقام بموضحاتالأعلام). نصب العلامات التي ترشدالتائهين الى نهج السبيل (و نيّراتالأحكام). و بيّن مصادر الأحكام الشرعية(فهو أمينك المأمون). ائتمنته على وحيك،فأدى الأمانة الى عبادك مخلصا لك و لهم (وخازن علمك المخزون). هناك علم كشفه اللّهلجميع خلقه، و علم اختص به وحده، و علماختص به صفوة الصفوة، و هذا هو المرادبالعلم المخزون (و شهيدك يوم الدين). اشارةالى قوله تعالى: وَ جِئْنا بِكَ عَلىهؤُلاءِ شَهِيداً- 41 النساء. (و بعيثكبالحق، و رسولك الى الخلق). أي مبعوثكبالهدى و دين الحق الى خلقك و عبادك. (اللهم افسح له مفسحا في ظلك، و اجزهمضاعفات الخير من فضلك). ارفعه الى أعلى الدرجات و ضاعف له منالأجر ما لا يناله أحد سواه (اللهم و أعلعلى بناء البانين بناءه). ما تركت شريعةمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ناحية مننواحي الحياة إلا و سنت لها القواعدالكفيلة ببيان نظامها السليم و حكمهاالقويم، و في ذلك يقول صاحبها: «انما مثليو مثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بيتا،فأحسنه و أجمله إلا موضع لبنة من زاوية،فجعل الناس يطوفون به و يقولون: هلا وضعت