يعبر عن اللّه، و الكائنات، و بهايبتدىء الوحي و التنزيل، و فيها تنعكسأفعال الانسان و مشاعره و مقاصده، و عليهاترتكز العلوم و الآداب و الفنون. قال عالمقديم: كل ما يتناوله العلم يعبر عنهبالكلمة، و لا شيء إلا و العلم يتناوله.
و تقول النظرية الحديثة: إن اللغة ليستلمجرد التعبير عن أفكار تكونت، بل هي جزءلا يتجزأ من عملية التفكير و تكوينه. و نقلالدكتور زكي نجيب محمود في كتاب «تجديدالفكر العربي» ان «دي تراسي» قال: «انتكوين الأفكار وثيق الصلة بتكوينالكلمات، و ان «كوندياك» قال: ان عمليةالفكر نفسها مستحيلة بغير اللغة ورموزها». و معنى هذا ان الانسان هو الكلمةلأنها جزء من تفكيره الذي به قوامه وكيانه، و لا شيء أدل على هذه الحقيقة منان كل ما فعلته الانسانية، أو فكرت فيه قدذهب مع الأيام إلا ما حفر فوق الصخور، أوسطّر في صفحات الكتب.. و كل ميت الى النسيانو الإهمال إلا من ترك كلمة تنير العقل، وتحرك الضمير، و تهدي الى حياة أحسن.
البصر:
و نعمة البصر تماما كنعمة البصيرة، لأنالانسان بعقله و حواسه، و لولاها لكانأشبه بالجماد لا يميز بين الظلمة و النور..و الحديث عن فائدة البصر نافلة و فضولتماما كالحديث عن فائدة الماء و الضياء. وأشار الإمام الى الغاية من البصر والبصيرة بقوله: (ليفهم معتبرا) أي ان اللّهسبحانه منح الانسان نعمة البصر و البصيرةلينتفع بتجاربه الحسية، و يهتدي بها الىمعرفة الخطأ و الصواب، و الضار و النافع،فيفعل هذا، و يبتعد عن ذاك، و هذا البعد عنالخطأ و الضار هو المراد من قوله: (و يقصرمزدجرا).
(حتى اذا قام اعتداله). أي انتظمت و تناسبتأعضاؤه، قال سبحانه: لَقَدْ خَلَقْنَاالْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ- 5التين. (و استوى مثاله). بلغت قامته منالنمو الغاية و النهاية (نفر مستكبرا) علىآيات اللّه و أحكامه، و صدق عليه قوله عزمن قائل: كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلىكُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ- 35غافر.
(و خبط سادرا). كناية عن جهله و قصور عقلهكما وصفه الإمام عليه السلام في مقام آخر:خباط جهالات.. لم يعض على العلم بضرس قاطع(ماتحا في غرب هواه).