(حتى اذا مضى لسبيله- أي عمر- جعلها فيجماعة زعم اني أحدهم). لما طعن أبو لؤلؤة عمر، و علم انه ميت دعاعليا و عثمان و طلحة و الزبير و سعدا و عبدالرحمن بن عوف، و قال: مات رسول اللّه، و هوراض عن هؤلاء، و قد رأيت أن أجعلها شورىبينهم، ثم قال لمن يعتمد عليه: إن اجتمععلي و عثمان فالقول ما قالاه، و ان صارواثلاثة و ثلاثة فالقول للذين فيهم عبدالرحمن ابن عوف لعلمه ان عليا و عثمان لايجتمعان، و ان ابن عوف لا يعدل بالأمر عنعثمان لأن ابن عوف صهره و زوج أخته، ثم أمرعمر أن تضرب أعناق الستة ان امتنعوا عنتنفيذ أمره. هذا ايجاز سريع لمجمل القصة، لالتفاصيلها المذكورة في شرح ابن ابي الحديدو كتب التاريخ، و لكل انسان أن يتساءل: كيفأمر عمر بقتل الستة كلهم أو بعضهم بعد أنشهد بأن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم مات، و هو راض عنهم و ما هو السببالموجب لترجيح الثلاثة الذين فيهم ابن عوفعلى الذين فيهم علي و لما ذا لم يجعل الأمربيد ابن عوف منذ البداية و ما الذي دعاهالى أن يجعل الشورى الى ستة لا الى جميعالمسلمين كما فعل رسول اللّه- على زعمه- أويختار الأصلح الذي يعرفه و يعتقده كما فعلأبو بكر. و بالتالي اذا كانت الشورى مبدأاسلاميا إلهيا فقد أشير على عمر أن يختارولده عبد اللّه، فلما ذا خالف الشورى واستبد برأيه «فيا للّه و للشورى». (متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتىصرت أقرن الى هذه النظائر). عفوك و رضوانك يا مولاي أ لست القائل: انالحق ثقيل مريء، و ان الباطل خفيف وبيء. و اذن فأي عجب اذا قرنوك الى هذهالنظائر فما دونها. و ليس من قصدي ان أبررالمقارنة كلا، و ألف كلا.. و أي مبررللمقارنة و الموازنة بين مخلوق و بين منقال له الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآلهوسلّم: أنت أخي و ولي في الدنيا و الآخرة.. ولكن من قصدي، و إن قصر البيان، أن أشير الىأن للحق ثمنه الغالي من البلوى. و من أقوالك يا سيدي: «رب منعم عليه مستدرجبالنعمى، و رب مبتلى مصنوع له بالبلوى». وأي صنع و رصيد أجلّ و أفضل من هذا الرصيدالذي ظلالنهجالبلاغة، ج 1، صفحهى 92 ادخره اللّه لأخيك محمد صلّى الله عليهوآله وسلّم و لك.. لقد اتفق المسلمون عليه وعليك، و اختلفوا في الذين قرنوك و أخروك، ولا شيء أدل من هذا الاتفاق على انك أخومحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم و انك منهبمنزلة هرون من موسى حقا و صدقا و إلالاختلفوا فيك تماما كما اختلفوا في الذينقرنوك و أخروك. (و لكني أسففت إذ أسفوا، و طرت إذ طاروا).لأن المنافسة بين القوم كانت على الألقابو المناصب، و الفرص غير متكافئة، و الظروفغير مؤاتية للإمام كي يردع المخالفين عنالباطل، و يرجعهم الى الحق، فكان السكوتلمصلحته و صالح المسلمين.. و لكنه كانعليهم رقيبا يحاسبهم و يرشدهم للتي هيأقوم، و الانصاف ان أبا بكر و عمر كانايسمعان منه، و يرجعان اليه في الكثير منالمهمات، أما عثمان فقد كانت له شياطين لاشيطان واحد يقودهم مروان بن الحكم، الحاكمبأمره. (فصغى رجل لضغنه). و هو سعد بن أبي وقاص، وكانت أمه أموية، و الإمام عليه السلامقاتل الأمويين مع رسول اللّه، و قتلصناديدهم على الشرك و محاربة الرسول، والحقد الذي عند سعد على الإمام جاء من قبلأخواله الذين قتلهم الإمام (و مال آخرلصهره). الآخر هو عبد الرحمن بن عوف، و كانزوجا لأخت عثمان (مع هن وهن) أي أغراض أخرىلا يريد الإمام ذكرها، و من حكمه: «لا تقلما لا تعلم، بل لا تقل كل ما تعلم». (الى أن قام ثالث القوم- أي عثمان- الى قولهكبت به بطنته). و ندع الكلام عن عثمان للسنةأنفسهم، قال ابن قتيبة و أبو الفداء: انعثمان اقطع فدكا لمروان، و هي صدقة الرسولالتي طلبتها فاطمة.. و كان الحكم بن العاصعمّ عثمان، و من أشد الناس عداء و إيذاءلرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان قد طرده و نفاه، فرده عثمان و أغدقعليه الأموال، و ولاه، و أعطاه فيما أعطاهثلاثمئة ألف درهم من أموال المسلمين فيعطية واحدة كما قال البلاذري. و أعطى مروان بن الحكم، و هو زوج ابنته،خمسمائة ألف دينار في يوم واحد و أعطىالحارث أخا مروان و زوج ابنة عثمان، أعطاهثلاثمئة ألف درهم و إبل الصدقة و سوقالمدينة. و جاء في «العقد الفريد» انه أعطىعبد اللّه بن خالد الأموي أربعمائة ألف. وفي شرح ابن أبي الحديد: أعطى عثمان أباسفيان مئتي