و(أبدَعَ) اللّه تعالى الخلق (إبداعاً): أيخلقهم لا على مثال سابق، و(أبدعتُ) الشيءَو(ابتدعته): استخرجته وأحدثته، ومنه قيلللحالة المخالفة (بدعة)، وهي اسم من(الابتداع)، كالرفعة من الارتفاع(1)، ومعنى(البدعة): الشيء الذي يكون أولاً(2)، وجمع(البدعة) (البدع)(3)، وانّما سميت (بدعة)لانَّ قائلها ابتدعها هو نفسه(4). وفي أسماء الله تعالى (البديع): وهو الخالقالمخترع لا على مثال سابق(5). يقول اللّه تعالى: (بَديعُ السَّمواتِوالأَرضِ)(6): أي مبتدعها ومبتدئها لا علىمثال سبق(7)، وبديع الحكمة غريبها، ومنهالحديث: (روّحوا أنفسكم ببديع الحكمة،فانها تكلّ كما تكل الابدان»(8). ويقول اللّه تعالى: (وَرَهبَانيَّةًاَبَتَدعُوها)(9): أي أحدثوها من عندأنفسهم(10). فيتحصل لدينا من خلال كل ما تقدَّم انَّالمعنى اللغوي ل(البدعة): هو الشيء الذييُبتكر ويُخترع من دون مثال سابق، ويُبتدأبه بعد أن لم يكن موجوداً من قبل. (1) الفيومي، المصباح المنير، ج: 1، ص: 38. (2) ابن منظور، لسان العرب، ج: 8، ص: 6. (3) ابن دريد، جمهرة اللغة، ج: 1، ص: 298. (4) الطريحي، مجمع البحرين، ج: 4، ص: 299. (5) ابن الأثير، النهاية، ج: 1، ص: 106. (6) البقرة: 117. (7) الزبيدي، تاج العروس، ج: 5، ص: 270. (8) الطريحي، مجمع البحرين، ج: 4، ص: 298. (9) الحديد: 27. (10) الطريحي، مجمع البحرين، ج: 4، ص: 298.