الدراسات، والاقوال التي تعرضت لتحديدهويته، وبيان معناه، من خلال قوةالتصريحات الواردة على لسان صاحب الرسالةصلّى الله عليه وآله وسلّم بشأنه. الأمر الذي لم يكن بوسع أحد أن يحرفهنظرياً عمّا هو عليه، إلا ثلّة قليلة ممنحاول عبثاً أن يغيِّر مسار المفهوم عمّاهو عليه، ويعطيه بعداً ضيِّقاً وأُفقاًمحدوداً، إلا انه ما يلبث أن ينجرف الىحقيقته، بفعل تيار الوضوح المشار اليهآنفاً. وهذا يدعونا الى الحديث عن قيود احترازيةوتوضيحية ينطوي عليها تعريف (البدعة)المذكور آنفاً، ولكنَّ الحديث الأهم يبقىحول وضع الضابطة التي يتم بموجبها انطباقمفهوم (البدعة) على هذا المورد دون ذلك،باعتبار أن أصل الخلاف ينطلق من هذهِالنقطة ويتفرع عليها، وهذا ما سنتعرض لهمفصلاً تحت عنوان (مفهوم البدعة بينالاطراد والانعكاس) إن شاء اللّه تعالى. وقبل الخوض في بيان هذين المطلبين نرى أنضرورة البحث العلمي تدعونا الى التعرضلموضوع (تقسيم البدعة)، باعتبار انه يرتبطارتباطاً وثيقاً، بتحديد مفهومها وتوضيحمعالمها، كما سنلاحظه بين طيات البحث. وقصدُنا من (تقسيم البدعة) هنا هو تقسيمهاالى ممدوحة ومذمومة على ما يُدّعى، دونبقية التقسيمات، لأنَّ هذا التقسيم هوالذي يغنينا بحثه في معرض الحديث عن هويةالابتداع، وهو الذي يتصل اتصالاً مباشراًبرسم الصورة النهائية لمفهوم (البدعة)،ويدخل في صميم التعريف.