عنه بدعة تضاد سنة ثابتة، وترفع أمراً منالشرع مع بقاء علته، بل الابداع، قد يجب فيبعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب»(1). 7 - الشيخ عبد الحق الدهولي: يقول في شرحالمشكاة مصرحاً بالتقسيم: «اعلم انَّ كلما ظهر بعد رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم بدعة، وكل ما وافق اصول سنتهوقواعدها، أو قيس عليها فهو بدعة حسنة،وكل ما خالفها فهو بدعة سيئة وضلالة»(2). انعكاسات القول بالتقسيم إنَّ القول بتقسيم (البدعة) لو كان قد توقفعند هذا الحد الذي استعرضناه قبل قليل،لكان الأمر هيّناً ويسيراً، ولكنَّ بعضكتب اللغة التي يُفترض انَّها تتناولالمعاني بشكل توقيفي لا اجتهاد فيه،وتستعرض اللغات بأمانة ودقّة متناهية.. قدتأثرت بهذا التقسيم أيضاً، وحمَّلت مفهوم(البدعة) هذا المعنى الخاطئ في تسامحٍخطير، وتبع هذهِ الكتب اللغوية بعض دوائرالمعارف المشهورة أيضاً. ومما ينبغي الالتفات إليه انَّ هذه الكتبلم تجعل تقسيم (البدعة) مختصاً بمعناهااللغوي، لكي يُلتمس لها العذر فيما قالتوادَّعت، وانما نصت على انَّ التقسيم منخواص (البدعة) في الاصطلاح الشرعي. واليكَ أيها القارئ الكريم نماذج من ذلك: 1 - المصباح المنير: «وأبدعتُ الشيءوابتدعته: استخرجته وأحدثته، ومنه قيلللحالة المخالفة: (بدعة)، وهي اسم ممن(الابتداع)، وهم اسم من (الابتداع)،كالرفعة من الارتفاع، ثم غلب استعمالهافيما هو نقص في الدين أو زيادة، لكن قديكون بعضها غير مكروه (1) أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، ج:2، كتاب آداب الاكل، الباب: الاول، ص: 4 - 5. (2) سعيد حوّى، الأساس في السنة وفقهها(العقائد الاسلامية)، ص 360، عن الجزء الاولمن كتاب كشاف اصطلاحات الفنون.