يرجو أن ينجيه اللّه منها»(1). *وروي عن أبي عثمان الجبري انَّه قال: «مَنأمَّرَ السنةَ على نفسه قولاً وفعلاً نطقَبالحكمة، ومَن أمَّر الهوى على نفسه قولاًوفعلاً نطق بالبدعة»(2). *وروي انَّه سُئل ابراهيم الخواص عنالعافية، فقال: «العافية: أربعة أشياء: دينبلا بدعة... الخ»(3). *وروي عن أبي محمد عبد اللّه بن منازل أنهقال: «لم يضيع أحد فريضة من الفرائض، إلاابتلاه اللّهُ بتضييع السنن، ولم يُبتلَبتضييع السنن أحد، إلا يوشك أن يُبتلىبالبدع»(4). *وقال بندار بن الحسين: «صحبةَ أهل البدعتورث الاعراضَ عن الحق»(5). ففي كل هذهِ المقولات المتقدمة، نلاحظانَّ لفظ (البدعة) قد استُعمل في مواردالذم بشكل واضح وصريح، وتشير السياقاتاللفظية في كل الموارد المتقدمة الى انَّالارتكاز الحاصل في ذهنية المسلمين حولهذا المفهوم ينحصر بالطابع المقيتوالمذموم له، وانها لم تُستعمل في محاوراتالمتشرعة الا مذمومةً، وانَّهم انَّماتلقّوا هذا المعنى من الشريعة، وتعاملوامعه على هذا الأساس، ولم يحتملوا أنَّ(البدعة) في الاصطلاح الشرعي يمكن أنتطبَّق على الحادث الممدوح. *وروي عن يونس بن عبد الرحمن أنه قال: «مات أبو إبراهيم الكاظم عليه السلام،وليسَ من قوّامه أحد إلا وعنده المالالكثير، وكانَ ذلك سبب وقفهم، وجحدهملموته، طمعاً في الأموال.. كان عند زياد بنمروان (1) أبو اسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص: 95. (2) أبو اسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص: 96. (3) أبو اسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص: 97. (4) أبو اسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص: 97. (5) أبو اسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص: 98.