التراويح: (نعمت البدعة هذه)»(1). ولكنَّ (الفوزان) بعد ان ينتهي إلى هذهِالنتيجة يواجه الاشكال الذي يقول: بأنالامر إذا كان كذلك، وانَّ كل بدعة ضلالةمن دون أي استثناء، فهذا يعني أنَّ من حقناأن نحمل كلمة (البدعة) الواردة في مقلولة:«نعمت البدعة هذه» على الضلالةالمحرَّمة، لأنَّ كل بدعة ضلالة، وهذهِ(بدعة)، فهي إذن ضلالة، وهذا لون من ألوانالقياس العقلي الذي لا يقبل التشكيك. فيعود (الفوزان) إلى خلفيات هذهِ الصلاةالمحدثة، ويحاول أن يعالج الأمر منالجذور، بعد اليأس من درجها ضمن دائرةالمندوب أو المباح، كما كان يفعل القائلونبالتقسيم. وقد عمد إلي تبرير اطلاق لفظ (البدعة) هنابانتهاج سبيلين: السبيل الأول: أنه ادّعى انَّ لفظ (البدعة)الوارد في الحديث المتقدم محمود على معناهاللغوي لا الاصطلاحي، فيقول: «وقول عمر:(نعمت البدعة)، يريد البدعه اللغوية لاالشرعية»(2). وقد حاول أن يضيِّق من المدلول اللغويلهذه الكلمة، ويتصرف في أصل وضعها بماينسجم مع هذهِ المقولة، فأضاف: «فما كان لهأصل في الشرع يرجع إليه إذا قيل انَّهبدعة، فهو بدعة لغةً لا شرعاً»(3). فالملاحظ أنَّه يجعل الفعل الذي يكون لهأصل في الشرع من أفراد المعنى اللغويللبدعة، وهذا ما لم يتفوه به أحد منالسابقين أو اللاحقين، وهو خلاف فاضح لماذكره قبل صفحتين من موضوع كلامه هذا،عندما تعرَّض لذكر المعنى اللغويل(البدعة) حيث (1) صالح الفوزان، البدعة - تعريفها -انواعها - أحكامها، ص: 8. (2) صالح الفوزان، البدعة، ص: 9. (3) صالح الفوزان، البدعة، ص: 9.