وسوف نتناول كلاً من الدليل الخاصوالدليل العام على قيام ليلة النصف منشعبان، وصيام نهارها. فأمّا بالنسبة الى قيام ليلة النصف منشعبان، فهو مشمول بالأدلة العامة التيحرَّضت المسلمين على إحياء الليلبالعبادة، واكتساب أكثر ما يمكن اكتسابهواستثماره من ساعات الليل في هذا المجال،كرصيد روحي وأخلاقي لتربية النفسوتهذيبها، والفوز بالنعيم الاخرويالمقيم. فمن ذلك قوله تعالى: (وَمِنَ اللّيلِفَتَهجَّد بِهِ نافِلةً لَّكَ عَسَى أَنيَبعثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَّحموداً)(1). وقوله تعالى: (إِنَّ المُتَّقِينَ فيجَنّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ ما ءَاتاهُمرَبُّهُم إِنَّهُم كَانُوا قَبلَ ذلِكَمُحسِنينَ* كَانُوا قَليلاً مِنَاللَّيلِ ما يَهجَعُونَ* وَبِالأَسْحارِهُم يَستَغَفِرُونَ)(2). وقوله تعالى: (تَتَجافى جُنُوبُهُم عَنِالمَضاجِعِ يَدعُونَ رَبَّهُم خَوفاًوَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقناهُميُنفِقونَ* فَلا تَعلَمُ نَفس ما أُخفِيَلَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِماكانُوا يَعمَلون)(3). وعن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمانه قال: «يُحشر الناس على صعيد واحدٍ يومالقيامة، فينادي منادٍ فيقول: أينَ الذينكانوا تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومونوهم قليل، فيدخلونَ الجنةَ بغير حساب،ثمَّ يؤمر بسائر الناس الى الحساب»(4). وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: (1) الاسراء: 79. (2) الذاريات: (15 - 18). (3) السجدة: (16 - 17). (4) المنذري، الترغيب والترهيب، تعليق:مصطفى محمد عمارة، ج: 1، ص: 425، ح: 9.