ويوماً له ما شاء اللّه، ثم تركَ ذلك فصامالاثنين والخميس ما شاء اللّه، ثم ترك ذلكوصامَ البيض ثلاثة أيام من كلِّ شهر، فلميزل ذلك صيامه، حتى قبضه اللّهُ اليه»(1). وعنه عليه السلام قال: «سُئل رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم عن صوم أيام البيض، فقال صلّى اللهعليه وآله وسلّم: صيام مقبول غير مردود»(2). النحو الثالث: الحث على صيام يوم الخامسعشر من شعبان بخصوصه، وتعيينه باسمه، كماورد في الحديث المروي في (سنن ابن ماجة) منانَّ رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم قال: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقومواليلها، وصوموا نهارها..»(3). وقال أيضاً: «فان أصبحَ في ذلكَ اليوم صائماً، كان لهكصيام سنتين: سنه ماضية، وسنة مستقبلة»(4). وقد مرَّ ذكر الحديثين. فكيف يمكن لمتشرع بعد أن يطّلع على هذهالنصوص الصريحة والواضحة من أن يحكمبالابتداع على قيام ليلة النصف من شعبانوصيام نهارها؟ وهل يمكن لنا أن نفسِّر هذهَ المخالفةللنصوص الشرعية المتظافرة إلا على أساسالتعصب، وحبِّ اثارة الفتن، والتفرقة بينالمسلمين؟ وأي ضير في أن تلتقي ذكرى ولادة مهدي أهلالبيت عليهم السلام مَعَ هذا اليوم،فتتعانق (1) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج: 4، ح: 2،ص: 321. (2) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج: 4، ح: 4،ص: 321. وانظر لمزيد من الاطلاع كنز العمال،ج: 8، ص: 562 - 569، الأحاديث: (24179 - 24211)، وص: (659 -669)، الأحاديث: (24611 - 24637). (3) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ج: 1، ح: 1388، ص:444. (4) علاء الهندي، كنز العمال، ج: 14، ح: 38293،ص: 178.