وأمّا استحباب تلاوة القرآن الكريم،والتجمع للاستماع له، فهو لا يتطلب منّامزيداً من البيان، ولا يحتاج الى أن نذكرله دليلاً أو برهاناً، لكونه أمراً جلياًلا يشكك فيه إلا الجاهل المتعنت، ولاينكره إلا من لا حظَّ له من العلم بشريعةسيد المرسلين صلّى الله عليه وآله وسلّم. وأما ايصال ثواب هذهِ القراءة الى الميتفهو أمر مندوب بالأدلة العامة والخاصة،فروي مثلاً عن رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم انَّه قال: «اقرؤها على موتاكم، يعني يس»(1). وفي رواية اُخرى عنه صلّى الله عليه وآلهوسلّم انَّه قال: «...، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريداللّه تبارك وتعالى والدارَ الآخرة إلاغُفر له، واقرءوها على موتاكم»(2). وروي عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من مرَّ على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرةمرةً (قُل هُوَ اللّه أحد)، ثم وهبَ أجرهُالامواتَ، اُعطي من الأجر بعددالاموات»(3). وعن أبي هريرة عن رسول اللّه: «مَن دَخَل المقابر، ثم قرأ فاتحة الكتابوقل هو اللّه أحد، وألهاكم التكاثر، ثمقال: إنّي جعلتُ ثواب ما قرأتُ من كلامكلأهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات،كانوا شفعاء له الى اللّه تعالى»(4). وعن عائشة: (1) أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج: 5، ح: 19790، ص:26. (2) أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج: 5، ح: 19789، ص:26. (3) علاء الدين الهندي، كنز العمال: ج: 15، ح:42596، ص: 655. (4) عبد اللّه بن عبد الاله الحسيني، صاروخالقرآن والسنة، ص: 82، عن ابي محمدالسمرقندي في فضائل (قُل هُوَ اللّه أحد)،والرافعي في تأريخه، والدارقطني.