حين يُقرأ القرآن. كالاستئجار للأذان،وتعليم القرآن، ويكون الميِّت كالحيالحاضر، سواء عقَّب القرآن بالدعاء، أوجعل أجر قراءته له، أم لا، فتعود منفعةالقرآن الى الميِّت في ذلك... ثم قال: بل قال السبكي تبعاً لابن الرفعةعلى انّز الذي دلَّ عليه الخبر بالاستنباطانَّ القرآن إذا قُصد به نفع الميت نفعه... ثم نقل عن الامام الرملي في (النهاية)والشبراملسي في حاشيته عليها، وعن شيخالاسلام في فتاويه، وعن الحافظ السيوطي،وابن الصلاح ما يؤيد ذلك، الى أن قال: وقالالنووي رحمه اللّه في (شرح المهذب): يستحبلزائر القبور أن يقرأ ما تيسر من القرآن،ويدعو لهم عقبها، نصَّ عليه الشافعي واتفقعليه الاصحاب، وزاد في موضع آخر: إن ختمواالقرآن على القبر كان أفضل ا ه». ثم نقل عن علماء بقية المذاهب الأربعة مالا يخرج عمّا ذكر، الى أن قالَ في الخاتمة:«والخلاصة قد تحقق وتلخص من كلام العلماءكابن قدامة، وابن القيمِّ، وغيرهماالمنقول عن الائمة الاقدمين من أهل الأثر،إنَّ القراءة على الاموات فعلها السلفالصالح، وانَّ عمل المسلمين شرقاً وغرباًلم يزل مستمراً عليها، وانَّهم وقفوا علىذلك أوقافاً، وأطال في ذلك. ثم نقل عن الشيخ تقي الدين أبي العباسأحمد بن تيمية انَّه قال: مَن اعتقد انَّالانسان لا ينتفع إلا بعمله، فقد خرقالاجماع، وذلك باطل من وجوه كثيرة، أحدهاانَّ الانسان ينتفع بدعاء غيره، وهوانتفاع بعمل الغير، وأطال الى أن عدَّواحداً وعشرين وجهاً. ثم قال: ومَن تأمل العلم وجد من إنتفاعالانسان بما لم يعمله ما لا يكاد يُحصى اه كلام ابن تيمية»(1). (1) عبد اللّه بن عبد الاله الحسيني، صاروخالقرآن والسنة، ص: 81 - 84.