لواقع العصر مَعَ مرور الزمن، الى أناتصفت بالطابع الذي هي عليه الآن. وربما ينتقل أحد هؤلاء المسلمين الذيننعتهم (الغزالي) بالابتداع الى أحدالبلدان التي لا تسود فيها مثل هذهِالاعراف، فيبدأ يتكيف مَعَ الجو الجديد،ويقتصر من مجمل هذهِ المراسيم المتعارفةعلى ما هو سائد ومألوف في ذلك المجتمع. ولا يحس من نفسه بانّه ترك واجباً، أويشعر بأنّه ارتكب حراماً!! فالأمر إذن مرتبط بأعراف الناس ومشاعرهممن ناحية، وبمستجدات الزمن وتطوراته منناحية اُخرى... هذا بالنسبة الى هيكليتهالعامة وطابعه الشكلي، وأمّا في واقعتشريعه وانتساب مفرداته الى الدين، فهومشمول بالأدلة التي أشرنا الى بعضهاآنفاً. هذا ونجد أنَّ (الغزالي) يصرِّح بنفسه فيموضع آخر بما يخالف دعواه هذهِ بشكل معلن،ويستدرك الاذعان المطلق الى القاعدة التيذكرها سابقاً، فيقول: «ونحن نحترم هذهِ القاعدة مَعَ إضافةوجيزةٍ تشرحها! هناك أدلة عامة في الدين يجب النزولعندها، بيد أنَّ صورتها تتجدد على اختلافالليل والنهار، كفعل الخير مثلاً - وهناكأمر به - وكالتواصي بالحق والصبر،والتعاون على البر والتقوى، والجهادبالمال والنفس واللسان... الخ. إنَّ صور الطاعات هنا تكثر وتتغاير، فهلتدخل في باب الابتداع؟ كلا! لكن ما الضابطالذي نحترز به من البدع؟. المخوف هو تحويل الصورة التي يقوم بهاامرؤ ما الى قانون عام يُحمد فاعلُه،ويُذم تاركه، وكأنّما هو وحي من عنداللّه». ويضيف: «سُئلت عن التلاوة الجماعية للقرآنالكريم في بعض مساجد المغرب؟ فقلت: لا آمربها ولا أنهى عنها، والأحبُّ اليِّ أنأقرأ وحدي، وليس لمن يفعلها أن يشد الناس