الوتينَ)(1).
ب - النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ينهىعن صلاة النوافل جماعة و
يحث على إخفائها في البيوت
إنَّ من الامور التي تؤيِّد منافاة صلاة(التراويح) لمبادئ الشريعة وتعاليمها،وانَّ رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم لم يصلِّها، هو الطائفة الكبيرة منالأحاديث النبوية التي دلَّت على حثالمسلمين على صلاة النوافل عموماً فيالبيوت، لأنَّ هذا الأمر أقرب للاخلاص،وأدعى للقبول، بل وورد النهي من قبل رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم عن صلاةالنوافل جماعةً لمّا رأى بعض الاصحابيصلّون خلفه، ووجَّههم إلى إخفاءالنوافل، وعدم تشريع الجماعة فيها.
وقد وردت روايات كثيرة في كتب العامة تدلعلى استحباب إخفاء النوافل والاتيان بهافي البيوت، وأفتى بهذا الأمر علماء العامةفي مصنفاتهم فقد ورد في (الترغيب والترهيب)عن عبد اللّه بن مسعود انَّه قال:
«سألتُ رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم: أيُّما أفضل: الصلاة في بيتي، أوالصلاة في المسجد؟ قال، ألا ترى إلى بيتيما أقربه من المسجد، فلان اُصلي في بيتيأحبُّ إليَّ من أن اُصلّي في المسجد، إلاأن تكون صلاةً مكتوبة. رواه أحمد وابن ماجةوابن خزيمة في صحيحه»(2).
وجاءَ فيه أيضاً:
«وعن أبي موسى رضي اللّه عنه قال: خرج نفرمن أهل العراق إلى عمر، فلَّما قدموا عليهيسألون عن صلاة الرجل في بيته، فقال عمر:سألتُ رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم، فقال: أما صلاة الرجل في بيته فنور،فنوِّروا بيوتكم. رواه ابن خزيمة فيصحيحه»(3).
(1) الحاقة: 44 - 45 - 46.
(2) المنذري، الترغيب والترهيب من الحديثالشريف، تعليق: مصطفى محمد عمارة، ج: 1، ص:379، ح: 4.
(3) المنذري، الترغيب والترهيب، ج: 1، ص: 379،ح: 5، وانظر: كنز العمال، ج: 8، ح: 23360، ص: 384.