وفي (كنز العمال): «سُئل عمر عن الصلاة في المسجد فقال: قالرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم:الفريضة في المسجد، والتطوع في البيت»(1). من هنا رأى بعض علماء العامة أفضلية قيامالمرء في رمضان ببيته على صلاة (التراويح)المدّعاة، فقد «قال مالك وأبو يوسف وبعضالشافعية انَّ فعلها (الصلاة ليلاً فيرمضان) فرادى في البيت أفضل لحديث: خيرصلاة المرء في بيته إلا الصلاةالمكتوبة»(2). وقال (ابن قدامة) في (المغني): (والتطوع في البيت أفضل لقول رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم: «عليكمبالصلاة في بيوتكم فانَّ خير صلاة المرءفي بيته إلا المكتوبة» رواه مسلم، وعن زيدبن ثابت انَّ النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم قال: «صلاة المرء في بيته أفضل منصلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة» رواهأبو داود»(3). ولا يمكن الادّعاء بانَّ هذهِ الرواياتمطلقة فتُخصص بما دل على استحباب صلاة(التراويح) المدّعاة، لانَّه لا يوجد أيّسند شرعي، ودليل صحيح على كون النبيالاكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم قد صلّىهذهِ النافلة في حياته الشريفة، غير مايُدعى بهذا الشأن من النزر القليل المفتعلمن الأحاديث التي يتشبث بها البعض، إذالغريق يتشبث بكل حشيش! بل وقد صرَّح إمامان كبيران من أئمةالعامة بأنَّ النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم قد نهى القوم عن هذهِ الصلاةوعنَّفهم على فعلها، وأمرهم أن يصلّواالنوافل في بيوتهم على طبق تلك القاعدةالعامة. (1) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: 8، ح:23363، ص: 384. (2) راجع صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 6، ص: 39 -40، وفتح الباري للعسقلاني، ج: 4، ص: 252،والتاج الجامع للاصول لناصيف، ج: 2، ص: 67. (3) موفق الدين بن قدامة، المغني، ج: 1، ص: 775.