وجاءَ في (الفقه الاسلامي وأدلته) للدكتورالزحيلي عن (ابن عباس) أنَّه قال متحدثاًعن صلاة رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم في شهر رمضان وفي غيره من الشهور: «كان يصلي في شهر رمضان، في غير جماعة،عشرين ركعة والوتر»(1). فقيد (في غير جماعة) في هذا الحديث مؤشرعلى انَّ النبي الاكرم صلّى الله عليهوآله وسلّم لم يشرع صلاة (التراويح) ولميأتِ بها. وتتحدث (عائشة) عن صلاة رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم في شهر رمضان، فلانرى في حديثها أية اشارة الى (التراويح) منقريب أو من بعيد، ولو كان النبي الأكرمصلّى الله عليه وآله وسلّم قد صلّى هذهِالنافلة، في المسجد أو في أي مكانٍ آخر لماكان يخفى علينا خبر هذهِ الصلاة، ولجاءنقله في كتب الحديث في غاية الوضوح، ولكنلأنَّ رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم لم يشرع هذهِ الصلاة جاءَ العكس علىذلك، فقد روى البخاري في صحيحه قائلاً: «حدثنا اسماعيل قال حدّثني مالك عن سعيدالمغبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن انَّه(سأل عائشة رضي اللّه عنها: كيف كانت صلاةرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم فيرمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا فيغيره على إحدى عشرة ركعة، يصلّي أربعاًفلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثمَّ يصليأربعاً فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثميصلي ثلاثاً. فقلت: يا رسول اللّه أتنامُ قبل أن توتر؟قال: يا عائشة انَّ عيني تنامان، ولا ينامقلبي»(2). فأين هو موضع صلاة (التراويح) من كلِّ ذلك،وأين الاصل المدّعى لها في الدين. قال تعالى: (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُأَلِسنَتُكُمُ الكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذاحَرامٌ (1) د. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلاميوأدلته، ج: 2، ص: 44، وانظر: نيل الأوطار، ج:3، ص: 53. (2) البخاري، صحيح البخاري، ج: 2، ص: 252 - 253،وانظر: كنز العمال، ج: 7، ح: 17989، ص: 67.