فيُدّعى انَّ المراد من (الخلفاءالراشدين) الوارد ذكرهم في هذا الحديث هم(أبو بكر) و(عمر) و(عثمان) والامام علي عليهالسلام، وانَّ هذا الحديث قد نصَّ علىوجوب اتّباعهم، والأخذ بسنتهم، وجعلواذلكَ من المسلَّمات المفروغ عنها، والتيلا ينبغي أن تخضع للنقاش والتحقيق. ونحن نعتقد بأنَّ هذا الحديث لا يمتلكأهلية الدلالة على المعنى المذكور، ولاينهض للوفاء بذلك الأمل الكبير الذي عُقدعليه! ولنا على إثبات صحة ما نذهُب إليه طريقان: الطريق الأول: إننا نعتقد بأنَّ هذاالحديث من الأحاديث الضعيفة جداً،ولعلَّه أيضاً من الاحاديث الموضوعة فيعصر متأخر عن زمن النبي الأكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم، والمنسوبة إليه بغير حق،على غرار المئات من الأحاديث الاُخرى التيوضعها الواضعون بدوافع مختلفة، وسوفنبيِّن القرائن التي توجِّه الحديث نحوهذا المسار. الطريق الثاني: انَّنا على فرض التسليملصحة الحديث، والتنازل عن القرائن التيأقمناها على ضعفه، فانَّنا سوفَ نثبت انّهليس المقصود من (الخلفاء الراشدين) فيه ماقصدَهُ أبناء العامة، وانَّما المقصودمنهم أئمة أهل البيت عليهم السلام.