فتدعه»(1). وعنه عليه السلام: «إنَّ اللّه عزَّ وجلَّ احتجَّ على الناسبما آتاهم وما عرَّفهم»(2). وفي الحقيقة انَّ الافعال المباحة قدتنشأ في واقع الامر من ملاكات اقتضائية،فتكون رغبة المولى سبحانه وتعالى متوجهةإلى اطلاق عنان المكلف فيها، وعدم تعاملهمعها على نمط التعامل مع الاحكامالالزامية. من هنا نرى ان الشريعة الاسلامية تحافظدائماً على توفير هذا الجو الاختياريللملكف، وتكييف العوامل الملائمة له، لكييتوازن السلوك الانساني، ولا يتعرض إلىالتخلخل والاضطراب، ويروى: أنَّ النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم صنع شيئاًترخَّص فيه، وتنزه عنه القوم، فحمد اللّهثم قال: «ما بالُ أَقوامٍ يرغبونَ عمَّا رُخِّصَلي فيهُ فواللّهِ لأَنا أَعلمُهُمباللّهِ وأشدُّهُم لَه خشيَةً»(3). وقد دعى الاسلام من خلال اصوله ومبانيهالثابتة إلى أن يأخذ الانسان نصيبه منالحياة الدنيا، عن طريق الممارساتالمحللة، والتصرفات المشروعة، وأكّد علىضرورة أن يستوفي كلُّ عضوٍ من أعضاءالانسان حظه من الراحة والاستجمام، وأنتُعطى النفس حقَّها من الالتذاذ والتنعمبما أباحه اللّه لعباده، قال تعالى: (قُل مَن حَرَّمَ زِينةَ اللّهِ الَّتيأَخرَجَ لِعبادِهِ وَالطيِّباتِ مِنَالرِزقِ قُل هِي للذينَ آمَنوا فِيالحَياةِ الدُّنيَا خالِصةً يَومَالقِيامةِ..)(4). (1) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج: 12، باب:عدم جواز الانفاق من الكسب الحرام، ح: 1، ص:59. (2) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 64، ح: 2،ص: 410. (3) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 15، ص:106. (4) الاعراف: 32.