ويعلن خلافه الصريح لما أحدثه عمروعثمان، وهذا الردع يكشف لنا أيضاً عناستحالة صدور الأمر من رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم باتّباع سنة الخلفاءالأربعة على النحو المزعوم. جاءَ في (صحيح البخاري): «عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمانَوعلياً رضي اللّه عنهما، وعثمان ينهى عنالمتعة، وأن يُجمع بينهما، فلما رأى عليعليه السلام أهلَّ بهما: لبيكَ بعمرةٍوحجة، قال: ما كنتُ لأدعَ سنة النبي صلّىالله عليه وآله وسلّم لقول أحد»(1). وفيه أيضاً: «عن سعيد بن المسيَّب قال: اختلفَ عليوعثمان رضي اللّه عنهما وهما بعُسفان فيالمتعة، فقال علي: ما تريد إلى أن تنهى عنأمرٍ فعله النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم، قال: فلما رأى ذلكَ عليٌّ أهلَّبهما جميعاً»(2). ووردَ في (صحيح مسلم): «كانَ عثمان ينهى عن المتعة، وكانَ عليٌّيأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمةً، ثم قالعلي: لقد علمتَ أنّا تمتعنا مَعَ رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال:أجل ولكنّا كنّا خائفين»(3)! وفيه أيضاً: «اجتمع علي وعثمان رضي اللّه عنهمابعُسفان، فكانَ عثمان ينهى عن المتعة أوالعمرة، فقال عليٌّ: ما تريد إلى أمرٍ فعلهرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمتنهى عنه، فقال عثمان: دعنا منك، فقال: إنيلا أستطيع أن أدعَكَ، فلّما أن رأى عليٌّذلك أهلَّ بهما جميعاً»(4). وفي (سنن النسائي): «حجَّ عليٌّ وعثمان، فلمّا كنا ببعضالطريق، نهى عثمان عن التمتع، فقال علي:إذا (1) البخاري، صحيح البخاري، ج: 2، ص: 151، باب:التمتع والاقران...، ح: 3. (2) البخاري، صحيح البخاري، ج: 2، ح: 9، ص: 153. (3) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 8، ص:202، وانظر: كنز العمال، ج: 5، ح: 12388، ص: 168. (4) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 8، ص:202، وانظر: كنز العمال، ج: 5، ح: 12486، ص: 167.