احتجّوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة»(1).
وحسبُكَ ما في الخطبة الشقشقية من لوموتقريع، حيث يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في جوانب منها:
«أما واللّه، لقد تقمَّصها فلان، وانَّهليعلم أنَّ محلي منها محلَّ القطب منالرَّحا، ينحدرُ عنّي السيلُ، ولا يرقىاليَّ الطير، فسدلتُ دونَها ثوباً،وطويتُ عنها كشحاً، وطفقتُ أرتئي بينَ أنأصولَ بيدٍ جذّاء، أو أصبرَ على طخيةٍعمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيبُ فيهاالصغير، ويكدحُ فيها مؤمن حتى يلقى ربَّه!
فرأيتُ أنَّ الصبرَ على هاتا أحجى،فصبرتُ وفي العين قذىً، وفي الحلق شجاً،أرى تراثي نهباً، حتى مضى الأول لسبيله،فأدلى بها إلى فلانٍ بعدَه، ثمَّ تمثَّلبقول الأعشى:
شتان ما يومي على كورها
ويوم حيّان أحيجابر
ويوم حيّان أحيجابر
ويوم حيّان أحيجابر
إلى أن يقول عليه السلام:
«فصبرتُ على طول المدّة، وشدة المحنة،حتى إذا مضى لسبيله، جعلها في جماعةٍ زعمأنَّي أحدهم، فيا للّه وللشورى، متىاعترضَ الريبُ فيَّ مَعَ الأول منهم، حتىصرتُ اُقرن إلى هذهِ النظائر! لكنّيأسففتُ إذ أسفُّوا، وطرتُ إذ طاروا، فصغارجل منهم لضغنه، ومالَ الآخر لصهره، مَعَهنٍ وهَنٍ، إلى أن قامَ ثالث القوم نافجاًحضنيه، بين نثيله ومعتلفه، وقامَ معه بنواُمية، يخضمونَ مالَ اللّه خضمةَ الابلنبتةَ الربيع، إلى أن انتكث عليه فتلُه،وأجهزَ عليه عملُه، وكَبَت به بطنتُه!..»(2).
(1) نهج البلاغة: الكلام / 67.
(2) نهج البلاغة: الخطبة / 3.