الموهوم في أذهان طبقة كبيرة وواسعة منالمسلمين، واعتبار هذا الأمر حقيقةتأريخية مسلَّمة لا تقبل الشك والتردد...كان من جراء ذلك أن بُني على هذا الأساسالمزعوم ركام من الافتراءات والانتهاكاتالباطلة بحق التشيّع، في مختلف الكتبوالدراسات الاسلاميّة لدى أبناء العامة. فلماذا يزجّ هؤلاء المتعصبون بأنفسهم بينوثائق التاريخ ومصادره الناصعة التي لاتعطيهم فرصة التشكيك في شرعية انتماءالشيعة الى الاسلام، وانبثاقها عن اُصولهومبانيه، ولماذا يتركون أنفسهم يضيعونَوسط الحقائق الدينية الساطعة التي دلَّتبصراحة على وجوب التمسك بمنهج أهل البيتعليهم السلام، والاقتداء بهم، والانضواءتحت رايتهم؟.. إنَّ الأمر لا يحتاج الىأكثر من مناورة بسيطة تعالج القضية منالجذور، وتستأصل الحقيقة وتجتثها منالأساس، فتزلزل بذلك عقائد البسطاء منالناس، وتحول بينهم وبين الاطّلاع علىتعاليم منهج أهل البيت عليهم السلام،وتقطع الطريق على مَن يريد الاقتراب منالحقيقة والبحث عنها عن هذا الطريق... إنَّالأمر لا يتطلّب أكثر من أن يلصقوا بهذاالكيان اسماً مقيتاً لدى المسلمين،ومعروفاً عندهم بالرفض والازدراء، وذاكهو لفظ (الابتداع)، ومن الطبيعي أن يتفرَّععلى أساس هذا القول رفض لمجمل الاعتقاداتالتي يؤمن بها الشيعة، وعدَّها داخلةً فيإطار (الابتداع) المزعوم، ومقاطعة كتبالشيعة ومصادرهم ورواياتهم، ما دام أصلالتشيع (بدعةً) على ما يزعمون. يقول (صالح الفوزان) في كتاب (البدعة): «وأول بدعة ظهرت بدعة القدر وبدعةالارجاء وبدعة التشيع والخوارج، هذهالبدع ظهرت في القرن الثاني، والصحابةموجودون، وقد أنكروا على أهلها»(1). فالفوزان في هذا النص يجعل التشيع أول(بدعة) ظهرت في الاسلام، ويعدّها مساوقةلبدع القدر والارجاء والخوارج، ويقولبأنَّها ظهرت متأخرة عن زمن رسول (1) صالح الفوزان، البدعة: تعريفها،أنواعها، أحكامها، ص: 11.