ومن جانب آخر نرى انَّ أغلب الفرق الشيعيةالتي ذكرناها آنفاً إما أن تكون قدانقرضت، وإمّا أن تكون موجودة ضمن دوائرضيقة ومحدودة. فمثلاً نجد انَّ الفرقة الكيسانية قدانقرضت بشكل كامل، ولم يبقَ لها أي أثر،فيقول الشيخ (المفيد) حول الفرقةالكيسانية في كتاب (العيون والمحاسن): «ولا بقية للكيسانية جملة، وقد انقرضوا،حتى لا يُعرف منهم في هذا الزمان أحد»(1). والفرقة الناووسية أيضاً بادت ولا يوجدمنها الآن أيّ أحد. وكذلك الامر في الفرقتين الفطحيةوالواقفية فهما فرقتان بائدتان أيضاً(2). وأماّ الفرقة الاسماعيلية، وفرق الزيديةالتي تعتقد وجود النص ولا تقول بالمغالاةفهي وإن كانت موجودة في هذا العصر، إلاانَّ الاسماعيلية والزيدية تُعرفانباسمهما الخاص غالباً، على الرغم منكونهما فرقتين من فرق الشيعة أيضاً، وقدنشأ هذا الانصراف والتخصيص نتيجة لكثرةالاستعمال. ولذا فانَّ اسم الشيعة ينصرف الآن الىالامامية الاثني عشرية على نحو الغلبة أوالخصوص، يقول العلامة السيد (محسن الامين): «والموجود اليوم من فرق الشيعة همالامامية الاثنا عشرية، وهم الاكثرعدداً، والزيدية والاسماعيلية(البهرة)»(3). ويقول العلامة (محمد حسين الزين): «وانَّ المعاني الحقيقية التي قدمناهاللتشيع الحق، لا تخوّل أحداً أن يطلق اسمالشيعة على غير الاثني عشرية، وأكثرالزيدية والاسماعيلية، وبعض الفطحيةوالواقفية، وبما أن الزيدية اليوم ومثلهمالاسماعيلية لا يُعرفون الا بهذينالانتسابين، وبما (1) محمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، ص:33. (2) محمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، ص:33 - 34. (3) محسن الامين، أعيان الشيعة، ج: 1، ص: 20.